شركات السيارات تبدأ سباقا جديدا شعاره «المركبة المترفقة بالبيئة»
«هوندا»، الشركة اليابانية التي انزلت في السبعينات أول سيارة تلبي الشروط الأميركية لنظافة الهواء من دون محول حفاز (كاتاليتيك كونفيرتور)، أعلنت أخيرا أنها طورت سيارة ديزل بسيطة ونظيفة تضاهي في نظافتها ورفقها في البيئة السيارات المجهزة بمحركات بترولية.
ومثل هذه التقنية الجديدة تؤشر في أهميتها الى خطوة جبارة في وقت تتسابق فيه الشركات الاخرى المنافسة لـ «هوندا» على استنباط وسائل أخرى لمواجهة أكثر الشروط العالمية صرامة للحد من الانبعاثات الملوثة للأجواء التي تدعى Tier 11 Bin، والتي ستقوم الولايات المتحدة بتطبيقها في العام المقبل.
وكانت محركات الديزل التي تسير نصف السيارات الجديدة في أوروبا حاليا، قد بدأت تلاقي اقبالا متزايدا من السائقين الواعين لأهمية الاقتصاد في الوقود على اعتبار انهم يقطعون المزيد من الاميال بمحتوى الخزان الواحد من الديزل ـ بنسبة تصل الى حوالي الـ 30 في المائة ـ مقارنة بالبنزين العادي. غير أن عامل الضعف في هذا المجال مستويات العادم العالية من أوكسيد النيتروجين N0 x المسبب للتسخين الحراري للارض. إلا أن «هوندا» ذكرت أن محرك الديزل الجديد يمتاز بمعادلة فريدة من نوعها هي توليد وتخزين الأمونيا ضمن المحول الحفاز المزدوج الطبقات لتحويل أوكسيد النيتروجين الى نيتروجين غير مضر.
ويقول مهندسو «هوندا»، إن هذه التقنية متفوقة جدا على تقنية رعتها شركة «دايملر كرايسلر ايه جي» في ألمانيا، نظرا لأن التقنية المذكورة تتطلب نظاما معقدا ومعدات إضافية لتوليد الأمونيا من مضافات أساسها اليوريا.
ومع ذلك، فإن هذا النظام، برمته، بحاجة الى ضبط وموالفة دقيقين جدا لكي يناسب الانواع المختلفة من وقود الديزل الموجودة في الولايات المتحدة. كما ان «هوندا» بحاجة أيضا الى تطوير تقنية لقياس مستويات الانبعاثات، استنادا الى شروط ومتطلبات نظام مجلس التشخيص الأميركي.
وكانت اليابان البلد الثالث المصنع للسيارات في العالم قد خططت لإنزال محرك الديزل الجديد المتطور في الولايات المتحدة الأميركية في بحر ثلاث سنوات. لكن «دايملر كرايسلر» بالتعاون مع «فولكسفاغن»، باتت تبيع سلفا مركبات الديزل في الولايات المتحدة (أكبر سوق للسيارات في العالم)، وتستعد حاليا لطرح الجيل المقبل من سيارات الديزل في عام 2008.
وكان تاكيو فيوكيوي، المدير التنفيذي لشركة «هوندا»، قد أعلن أخيرا في مركز الابحاث والتطوير التابع للشركة، شمال طوكيو، أن شركته مثلما تمكنت من تذليل العقبات في وجه محرك بترولي نظيف، ستستعد أيضا لتولي زمام القيادة في ميدان محركات الديزل وتطويرها. وأشار تاكيو الى أن «هوندا» ستدرس مسألة الترخيص للمحرك الجديد حال إنجاز تقنيات تطويره.
والمعلوم أن «هوندا» كانت دائما في مقدمة تطوير التقنيات الصديقة للبيئة. ولعل أبرز مثال على ذلك، تطويرها عام 1973 لمحرك «سي في سي سي» cvcc، الذي أعطى اسم «سيفيك» الشعبي جدا، لبعض موديلات «هوندا». وكانت في أوائل العام الحالي أول شركة سيارات في العالم تعلن عن تحديد أهداف لها في ما يتعلق بتخفيض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكاربون الى الجو الخارجي. كما انها، في عرض لها لمحركاتها الجديدة التي تعمل على تطويرها، أزاحت الستار عن تطويرها الجيل المقبل من السيارات التي تسير على خلايا الوقود، وهي عبارة عن مجموعة خلايا جديدة بعضها فوق بعض في رزم صغيرة، لكنها تحمل في ثناياها طاقة كبيرة.
والرزمة الجديدة هذه مصممة لاتاحة المجال لإنتاج الهيدروجين والماء خلال عملية توليد الكهرباء لكي تنساب عموديا بدلا من أفقيا، مما يعني اختصار الحجم بنسبة 20 في المائة، والوزن بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالأنواع السابقة.
ويبدو أن سيارة «هوندا» الجديدة «إف سي إكس» FCX العاملة على خلايا الوقود، باتت تملك مدى يصل الى 570 كيلومترا (354 ميلا) في الشحنة الواحدة، أي بتحسين مقداره 30 في المائة، مقارنة بموديل العام الماضي، مع سرعة تصل الى 160 كيلومترا (100 ميل) في الساعة، مع قدرة على قيادتها في حرارة خارجية منخفضة جدا تصل الى 30 درجة مئوية تحت الصفر. وتنوي «هوندا» الشروع في تسويق هذه السيارة بأعداد قليلة في عام 2008 في اليابان والولايات المتحدة.
وتقول «هوندا» أيضا إنها طورت سيارة تسير على أنواع مختلفة من الوقود بنظام FFV، التي يمكنها العمل على الإيثانول والغازولين بنسب تتراوح بين 20 و100 في المائة. وستباع السيارة هذه في البرازيل، أكبر سوق للسيارات العاملة على أساس وقودي من الإيثانول، في أواخر العام الحالي. ويقول فيوكيوي، إن السيارة التي ستكون مترفقة تماما بالبيئة، في المستقبل، هي السيارة العاملة بخلايا الوقود «لكننا بالنسبة الى الوقت الحاضر، فإننا بحاجة الى مجموعة من التقنيات الخضراء الجديدة لتلبية متطلباتنا المحلية المختلفة وحسب الوقود».
منقول
«هوندا» تنتج محرك ديزل نظيفا
ضوابط المشاركة
مواقع النشر (المفضلة)