.
.
كان ياماكان في كم يوم عدو وراحو
نخوش القصة دوغري...
يذهب أبو صالح في صباح كل يوم في كريسيدته التاكسي التي يملكها إلى مستشفى الجامعة
لكسب الرزق ..
حينما يصل إلى المستشفى ويوقف كريسيدته العتيقة بجانب تكاسي زملاءه الشيبان
ينزل أبو صالح ليجلس على الفرشة المجهزة وفق المواصفات السعودية من قهوة وتمر
وشاي وكل ما يتمناه الشايب السعودي
يجلس أبو صالح الجندي السابق مع العم علي حارس مدرسة مُعتزل وأبو سعيد قائد التريلا
المُخضرم ..
ترحيب حار لأبو صالح المتأخر كالعادة بعد أن انتهى من توصيل أولاده للمدارس
يتناول أبو صالح قدحاً من القهوة من يد العم علي .. ويبدأ الحديث عن المستجدات السياسية
أبو صالح يرى قرار الأمم المتحدة الأخير خاطيء وسيكون له نتائج سلبيه
يوافقه أبو سعيد
في حين يعارضهم العم علي ويرى تحرك الصين هو الأمر الخاطيء
ينتقلون بعد ذلك للحديث عن الأزمة المالية العالمية
في هذه الأثناء تخرج سيدة من المستشفى ويبدو أنها واقفه تبحث عن تاكسي
يقطع أبو صالح الحديث وينهض لها ويسألها إذا كانت تريد تاكسي
تطلب السيدة أن يوصلها لمشوار في حي بقرب الجامعة
يطلب أبو صالح 15 ريال ..
ترفض السيدة مطالبة بـ 10 ريال لأن الحي بقرب الجامعة
يتسمك أبو صالح برأيه فتتركه السيدة وتكمل طريقها
فمرت من قرب الفرشة ورأت التكاسي واقفة .. فسألت العم علي
بكم توديني؟ قال بـ 15 ريال .. طبعاً هذا إتفاق بينهم على توحيد الأسعار
في هذه الأثناء يقف تاكسي كامري يقوده باكستاني .. فتسأله السيدة
فيرضى بأي مبلغ .. فركبت معه
هنا يرجع أبو صالح إلى مكانه وهو يسب ويلعن في العماله الوافده وكيف تأخذ لقمة عيشة
من أمام فمه .. يوافقه العم علي وأبو سعيد
ويبدأ أبو صالح بالإسترسال مبيناً أن هذا أحد أهم الأسباب لتدهور الإقتصاد
ثم يضيف أبو سعيد تأثير هذا على الأزمة العالمية ..
يستكمل الشيبان حديثهم متنقلين تارة من السياسة إلى الإقتصاد إلى الرياضة
الان يتحدثون عن الأنظمة المتعددة في إجراء المعاملات الحكومية
ويتبادلون القصص ثم يعقبون بالأراء والحلول المُثلى للإرتقاء بالنظام في البلد
هنا يزداد الحديث حلاوة ويستمتعون به مع شرب الشاي بالحبق ..
يمر زبون يريد أن يذهب من المستشفى إلى المطار ..
مر بجانب الفرشة وسأل .. إنتوا سواقين تاكسي؟
يجيب العم علي .. إيه نعم ... وين تبغى تروح
يجيب الزبون .. المطار
ينقلب وجه العم علي لبعد المسافة ... ويقول هيا يا أبو صالح ربنا عوضك خير قوم وديه
يقول أبو صالح لا لا أبو سعيد يحتاج هذه التوصيله قوم وديه يا أبو سعيد
يحلف أبو سعيد إن ما أحد يوديه إلا العم العلي ..
هنا يلتفت العم علي إلى الزبون ويسأله كم تدفع ؟
الزبون: 30 ريال
العم علي: وين 30 .. أقل شي 50 ريال
الزبون: 50 ليه؟ أنا أروح مع الباكستاني بـ 25 وإنت سعودي المفروض تراعيني
العم علي: أقل من 50 ما أقدر
ينصرف الزبون ...
في الحقيقة لا أحد منهم يريد الذهاب لهذا المشوار خصوصاً بعد أن إحلوت الجلسة على وقت
الظهر ..
بعد صلاة الظهر يستأذن العم أبو صالح للذهاب لأولاده لجمعهم من المدارس
ويُكمل العم علي وأبو سعيد الجلسة ..
العم علي: إيه يابو سعيد ... يقولون في الجرايد إنهم بيخصخصون بعض الشركات الكبيرة
وش رايك بالموضوع ...
أبو سعيد بعد رشفة من الشاي: والله يا عم علي أنا أشوف إنها بتسبب مشاكل ولا أؤيدها أبد
العم علي: طيب وش رايك بنقل المعلمات ..
أبو سعيد: أنا مدري ليه ما يخلون كل معلمه تشتغل في المدرسة إللي في حيها ويفتكون
من نقل المعلمات ومشاكله ...
يمر زبون .. يطلب حي قريب .. يعرض العم علي عليه 20 ريال وهو لا يستاهل أكثر من 10
يوافق الزبون .. يتفاجأ العم علي ويقوم كارهاً ..
في هذه الأثناء يعود أبو صالح بعد أن إنتهى من مشاويره .. ويُكمل الجلسة مع أبو سعيد
ويبدأون بالحديث عن "لماذا كأس العالم كل أربع سنوات" ..
يرجع أبو علي ..
يأتي العصر .. إنتهى وقت دوامهم
النتيجة ...
أبو صالح: 0
أبو سعيد: 0
العم علي: 20 ريال
تمضي الأيام على هذا المنوال ... وكأن أبو صالح والعم علي وأبو سعيد
لا يبتغون من التاكسي رزقاً بقدر ما يهربون من الفراغ الذي شكله التقاعد
في أحد الأيام وحين كان العم علي متحمساً في الحديث عن وزارة الصحة وسقطاتها
قال لو كنت أنا وزير الصحة راح أمشيها صح ..
في هذه الأثناء يأتي صوت يقول .. مشي تاكسي صح الأول بعدين فكر بالوزارة ..
يلتفت العم علي ناحية الصوت .. فيجد الزبون الذي أراد الذهاب للمطار قبل أيام ..
رد مع اقتباس
ضوابط المشاركة
مواقع النشر (المفضلة)