جرت العادة أن نصطحب معنا أثناء قيامنا بتجربة كل سيارة دفتراً صغيراً نسجل عليه ملاحظاتنا السلبية، والملفت أن هذا الدفتر بقي فارغاً بعد تجربة قيادتنا لجديدة هوندا أكورد والتي أطلقت مؤخراً في أسواق الشرق الأوسط، ولنكون أكثر دقة فإن تجربة قيادة السيارة لم تتحسن كثيراً بالمقارنة مع الجيل السابق منها كونها كانت بالأصل جيدة جداً ولا تشتكي من أية نقاط سلبية وهي بالتالي لا تزال تحقق واجهة تنافسية قوية جداً لشركتها أمام العديد من منافساتها الأوروبيات شأن بيجو 407 وفولكسفاغن باسات وستروين سي 5، وفورد مونديو واليابانيات شأن تويوتا كامري ونيسان ألتيما وميتسوبيشي غالنت، وكذلك الكوريات شأن هيونداي سوناتا وكيا أوبتيما.

ولقد اخترنا لتجربتنا كلا محركي أكورد وهما المحرك الأصغر الرباعي الأسطوانات بسعة 2.4 لتر وقوة 177 حصاناً (السيارة الرمادية)، ومحرك القمة السداسي الأسطوانات بسكل 7 وسعة 3.5 لتر والذي يولد 268 حصاناً (السيارة البيضاء) ليجعل منها سيارة صعبة المنافسة في فئتها وخاصة من الكوريات وحتى بعض الأوروبيات.من الخارج: إن إلقاء نظرة على أكورد الجديدة يوحي بأنها ليست سيارة سيدان من أكورد فهي لا تمتلك نفس الرقة واللطافة في الخطوط اللذين كانتا يتوفران للجيل السابق منها، وكأن خطوطها باتت أكثر رجولية.

ونبدأ من مقدمتها التي لم تعد تمت إلى المقدمة المنحدرة بشيئ وهذا الأمر قد يعطي إحساساً بابتعاد السيارة عن مصاف السيارات الاقتصادية، وتم استبدال المقدمة بأخرى أكثر طولاً والتي تقول عنها شركتها بأن من شأنها أن تصنف السيار في فئة أكبر من فئتها الحقيقية.أما شبك المقدمة فلقد بات مسدس الأضلاع ومحاطاً بإطار عريض من الكروم والذي من شأنه أن يعزز من حضور السيارة بهيمنته الواضحة على مقدمتها. ومن الأمور اللافتة في التصميم الجديد هي الحيز المخصص لمصابيح الضباب في القسم السفلي من الصادم الأمامي والذي بدا وكأنه محفور بإزميل حاد دون أن ينتقص من جمالية المقدمة. ومن الللمسات التصميمية الجديدة والجميلة أيضاً وجدنا أيضاً الدعامات الجانبية الخلفية والتي تعزز من المساحات الزجاجية وبالتالي من كمية الضوء الداخل إلى المقصورة.من الداخل:



عندما أعطى المسؤولون في هوندا الضوء الأخضر لقسم التصميم للمباشرة في تصميم أكورد الجديدة كانت التعليمات واضحة جداً وتتلخص بالتوصل إلى الحيز الداخلي للسيارة إلى درجة يرقى بها لأن تصنف ضمن سيارة أكبر من حيث الفئة، وجرت العادة أن يقيم الحيز الداخلي للسيارة وفق المقاييس الأمريكية بالحجم الحقيقي المتوفر بداخلها والذي يبلغ مع جديدة أكورد 3400 لتراً حسب تصنيف "إي بي إيه" والذي يتم بموجبه حساب الحجم الداخلي لكل من مقصورة الركاب وصندوق الأمتعة والذي حققت بموجبه أكورد الجديدة تقييم "سيارة كبيرة".

وليس الحجم فقط هو المعول عليه، فمن الضروري جداً أن يكون هذا الحيز مدروساً بشكل جيد ليؤمن راحة قصوى للركاب في الداخل، وهذا بالضبط ما وجدناه داخل مقصورة أكورد وخاصة فيما يتعلق بالمسافة المتوفرة لأرجل الجالسين في المقعد الخلفي والتي زادت بشكل واضح كنتيجة حتمية لزيادة طول قاعدة العجلات بواقع 13 سم بالمقارنة مع الجيل السابق من السيارة.

وبغية تعزيز شعور الفخامة بالسيارة وإعطائها نفحة ترقى بها إلى سيارات أكبر من حيث الفئة، قام المصممون بزيادة عرض الكونسول الوسطي بشكل واضح لدرجة أن المسافة بين الراكبين الأماميين وصلت إلى قرابة 40 سم الأمر الذي لم يرق لنا كثيراً كونه نأى بالسيارة عن مفهوم السيارة اموجهة نحو العائلة إذ بدا الراكبان الأماميان وكأنهما غريبين بسبب هذه المسافة الكبيرة بينهما.

وبالمقارنة مثلاً مع الجيل الأول من أكورد والذي قدم في العام 1976 فإن مقصورة السيارة بدت بعيدة جداً جداً عن ذلك المفهوم وتلك الجودة، وسوف يجد المطلعون على سيارات أكيورا (هوندا المصنعة في أميركا والتي تتمتاز بالفخامة العالية جداً) أن مقصورة أكورد الجديدة باتت قريبة جداً بما هو متوفر لسيارات أكيورا. ولقد حظيت السيارة بالعديد من التجهيزات الفخمة منا القياسية ومنها الإضافية والتي تتعلق إلى حد كبير بالمواصفات التي يحددها الوكيل في كل بلد، ونذكر على سبيل المثال جهاز الاستماع الموسيقي المتطور جداً والذي يتوفر قياسياً للفئة إي إكس-إل المزودة بالمحرك السداسي الأسطوانات، وتبلغ استطاعة هذا النظام 270 واط ويتكامل في عمله مع الشاشة الكبيرة المخصصة لنظام الملاحة والمقاعد المغطاة بالجلد ذو اللون البيج الفاتح. ومن الأمور التي لاحظناها في جديدة أكورد أيضاً هو الإنخفاض الطفيف الناجم عن حفيف الإطارات بالطريق والذي كان بالأصل منخفضاً في الجيل السابق من السيارة، كما لاحظنا تحسن العزل الصوتي داخل المقصورة بشل عام والذي كان السبب الأبرز وراء انخفاض الضجيج بكافة أنواعه.

كما أنه السبب الآخر وراء هذا التحسن في العزل الصوتي هو إعادة النظر والتحسينات التي أدخلت على العديد من أجزاء السيارة بما فيها تقوية الهيكل وخاصة القسم السفبي منه والمتعلق بقاعدة السيارة وكذلك نقاط ارتكاز نظام التعليق.

ويتوفر للسيارة عدة تجهيزات شأن الأزرار المركبة على المقود والمتعلقة بتشغيل جهاز الاستماع الموسيقي ومثبت السرعة، كما يتوفر لها نظام بلوتوث لتوصيل الهاتف المحمول بالإضافة إلى نظام التعامل الصوتي مع جهاز الملاحة والمصابيح الأمامية المتأقلمة.على الطريق:لم تواجه هوندا يوماً أية مشكلة تتعلق بصنع محركات ناعمة وهذا الحقيقة استمرت مع الجيل الجديد من السيارة والذي أصافت اشلركة إلى محرك القمة فيه تقنية جديدة وهي الإدارة المتغيرة لأسطوانات المحرك (في سي إم). وتتلخص هذه التقنية بإمكانية تشغيل المحرك السداسي الأسطوانات على ثلاثة أو أربعة أسطوانات فقط بالإضافة إلى إمكانية تشغيل أسطواناته الست بالطبع.

ويتم تشغيل كافة أسطوانات المحرك أثناء التسارع أو أثناء صعودات منحدرات حادة. أما تشغيل أربع أسطوانات فقط فيتم أثناء القيادة السريعة على الطرق، أما تشغيل ثلاثة اسطوانات فقط من المحرك فيتم أثناء زحمة السير، أو أثناء السفر بسرعات معتدلة لا تتجاوز 90 كم/سا.والغاية من كل هذه التقنية هي بكل بساطة التوفير باتسخدام الوقود والذي يبدو واضحاً من الأرقام التي تعلنها هوندا، حيث تستطيع أكورد المزودة بالمحرك الأكبر السير مسافة 162 كم داخل المدينة بـ 20 لتراً فقط من البنزين، كما أنها تقطع مسافة 247 كم بنفس الكمية من الوقود على سرعة تناهز 120 كم/سا الأمر الذي يعتبر لافتاً لمحرك سداسي الأسطوانات بسعة 3.5 لتر.

وبغية تخفيض الاهتزازات الحتمية الناجمة عن تشغيل المحرك بثلاثة أو أربعة أسطوانات فقط استخدم مهندسو هوندا أرجلاً فعالة لتثبيت المحرك بالإضافة إلى نظام نشط للتحكم بالضجيج، ويشبه هذا النظام ذلك المتوفر للفئة الهجينية من السيارة.

وبالمقارنة مع أكورد السابقة فإن محرك الحالية أكبر منه بنصف الليتر الأمر الذي يعزز من تأديتها وقوتها التنافسية في فئة سيارات السيدان المتوسطة ويرقى بها حتى إلى منافسة الألمانيات الشهيرة والعريقة شأن مرسيدس سي الجديدة وآودي إيه 4 الجديدة وبي إم دبليو الفئة الثالثة والتي يتوفر لها محركات متقاربة من حيث السعة والقوة.

ولكي لا نظلم الفئة المزودة بالمحرك الأصغر والتي ستكون حصان معركة شركتها في أسواق الشرق الأوسط، فإننا نقول أن محرك الـ 2.4 لتر خضع لتحسين واضح على مستوى أدائه إذ بات يولد مع أكورد الجديدة 177 حصاناً وبزيادة قدرها 11 حصاناً، مع استهلاك للوقود أقل من المحرك الأكبر إذ يمكن للسيارة قطع مسافة 179 كم داخل المدينة بـ 20 لتراً من البنزين مع قطع مسافة 264 كم بنفس الكمية من البنزين على سرعات معتدلة لا تتجاوز 120 كم/سا. وتجدر الإشارة إلى أن هوندا توفر فئة ذات نفحة رياضية من المحرك المذكور والذي يولد معها 190 حصاناً إلا أنها على الأغلب لن تستورد إلى أسواق الشرق الأوسط كونها تتوفر بعلبة تروس يدوية حصراً.

والخلاصة أن أكورد أصبحت أكثر هدوءاً وأكبر حجماً وأكثر قوة دون أن تضحي بشعور الرشاقة الذي كان ولا زال يتوفر لها رغم أن وزنها ليس أقل من منافستها اليابانية الأساسية تويوتا كامري، فأكودر الجديدة تمكنك من التعامل معها بديرجة عالية من الثقة وذلك بفضل التوضع المنخفض لكل من المحرك وخزان الوقود الأمر الذي خفض من مركز ثقل السيارة، كما أنها تتحلى بنظام تعليق يحقق لها إنزلاقاً أصغرياً للهيكل دون التضحية براحة الجلوس نهائياً.

وبدا مقود السيارة دقيقاً كما توقعنا بالإضافة إلى أنه بات مزوداً بمساعد متغير القوة والذي من شأنه أن يسهل عملية ركن السيارة بشكل كبير، كما أن مكابح السيارة كانت جيدة جداً وخاصة أنها باتت متوفرة قياسياً بأربعة أقراص مع تجهيز قياسي لنظام منع إنغلاق المكابح ونظام التحكم الالكتروني بالثبات. ويتوفر للسيارة عدة تجهيزات للسلامة شأن وسائد الهواء والتي تأتي بحدها الأدنى اثنتان في المقدمة وتصل إلى جانبية وجانبية علوية (ستائر) بحسب مستوى التجهيزات وبحسب المواصفات التس يستورد بها كل وكيل. كما يتوفر للسيارة أيضاً مساند رأس أمامية نشطة والتي من شأنها أن تتقدم إلى الأمام لمنع حدوث ضرر لأعناق الركاب عند حصول حادث.

وآسف ع الاطاااالله



منقووووول,,,,