النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: بكت أمامنا .. و لكن .. هل تراها تبكي لأول مرة ..!

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    06-2007
    الدولة
    هُناك
    المشاركات
    43

    افتراضي بكت أمامنا .. و لكن .. هل تراها تبكي لأول مرة ..!

    :::::

    بكت أمامنا .. و لكن .. هل تراها تبكي لأول مرة ؟؟ لا أظنها كذلك .. فهي دموع و دموع .. سكبت مراراً و لكنها كانت تجد الصمت جواباً و القسوة سبباً و الحياة متنفساً .. فملأت ذاك البحر دمعاً حاراً .. كحرارة العقوق في قلب الأم ..
    دموعها التي ظهرت على خجل .. أخرجت لنا القليل مما يوجد في أعماق بحرها الذي غص به ذاك القلب الضعيف ..
    الكلام عن ( جو ) الأم التي أعيش حالياً في بيتها ..
    لا أظن بأننا بحاجة لأشهر و سنوات لنستطيع تصور الوضع الاجتماعي الراهن في بيوت الأسر الغربية .. فخلفياتنا السابقة عن هذا الموضوع .. أولاً.. و خاصة أنه لا يوجد الكثير من الاختلاف بين الواقع و المسموع سلفاً .. و ثانياً : ما يمكنك مشاهدته بعينك من خلال العيش بين ظهرانيهم و لو لفترة بسيطة .. و ثالثا : الدخول في تفاصيل حياتهم الأسرية و معرفة الكثير من الأمور غير الظاهرة ..
    التفكك .. هو عنوان الحياة الأسرية ..
    المصلحة الشخصية .. هي القيمة الأسمى لكل فرد منهم ..
    أدوارهم في الحياة مؤقته .. فالأب يتزوج ثم ينجب ثم يربي طفله لمدة معينه .. فيكبر إلى أن يصبح كياناً آخر لا يرتبط بأبيه إلا في مجرد الاسم .. و مناسبة عيد الميلاد إذا كان الابن باراً بوالديه ..
    فتركيبة حياتهم قائمة على المصلحة .. فالطفل في مصلحة أبيه .. و الأب يريد أن يعيش حياة أبوية حنونة ..
    و حينما يشتد جذع الولد أو البنت .. تكون مصلحتهم قد انتهت من والديهما .. و أصبحوا قادرين على تحمل المسئولية و أعباء الحياة .. يطلقون والديهم طلاقاً غير رجعي .. إلا ما نصت عليه أعرافهم الاجتماعية ..
    و يعود الأب و الأم إلى عالمهم الخاص بعد انتهاء دورهم في الحياة .. و يبدأون بمتابعة أبنائهم من خلال الرسائل البريدية .. أو المكالمات بين الحين و الآخر .. أو الالتقاء في مناسبة فرح أو حزن .. و يحصل هذا و إن كانوا يعيشون جميعاً في مدينة واحدة .. و بذلك نستطيع تفسير جزء من ظاهرة شيخوخة الشعوب الغربية .. لأن التناسل عندهم .. لا يعني الشئ الكثير .. و الأبناء لا يعدون بالنسبة للوالدين من زينة الحياة الدنيا .. و نستغرب بالطبع إذا رأيت أحدهم و لديه أكثر من 3 أو 4 أبناء .. لأنه يعتبر كثير ..
    و بالطبع لم يجد المجتمع الغربي نفسه رهين هذه الفلسفة في التعامل في ليلة و ضحاها .. و لكنها متواليات ألزمتمهم بها الحضارة المادية .. و عدم التفاتهم إلى الجانب الروحي في ظل القفزات الهائلة التي أوصلت العالم إلى حضارة لم يسبق لها مثيل ..
    لذا لا نستغرب حالات فردية .. و قد تكون كثيرة .. لا زالت متمسكة بكيان العائلة .. و تولي لهذا الشئ اهتماماً كبيراً ..
    و مع انتشار هذا الأمر و التآلف معه .. أصبح أمر طبيعي لدى جميع الأطراف ( الأبناء - الأباء ) .. فلا الأبناء تتحرك ضمائرهم و لا الآباء يشعرون بتقصير أبناءهم .. وهكذا سارت عجلة حياتهم من قبل ..
    لكنك ما إن تتكلم مع أحد الآباء عن أوضاعنا الاجتماعية و طبيعة علاقة الأم أو الأب مع أبناءهم .. و إلا و تجد داعي الفطرة يحرك تلك المشاعر الراكدة .. و يبدي لك بكل صراحة أن هذا الأمر رائع و ممتاز جداً و لا يتردد البعض باطلاقها صريحة ( ليتنا كنا آبائكم ) ..
    هذا ليس رأي كاتب هذهـ الحروف فحسب فرأيت الكثير هنا من الطلاب السعوديين يشاركوننا نفس الرأي و تختلف مواقفهم مع تشابه كبير بالصورة العامة ..
    كاتب هذهـ الحروف و غيرهـ يعترفون أنهم مقصرون بحق والديهم و أنهم و الله و تالله لم يؤدوا و لا عشر من معشار حقهم ..
    و لم نكن أثناء كلامنا مع هؤلاء نعطي تزكية و صورة مثالية مخالفة للواقع للمجتمع السعودي أو المسلم .. فالعاق و الجاحد يعيشون بيننا فلسنا نعمي بصرنا عنهم و لكنهم يبقون هم الأقل و لله الحمد ..
    فأحد الزملاء يخبرني في حديث لنا عن هذا الأمر .. أن المرأة التي يسكن عندها أصرت أن تكلم والدته و تسألها عن الطريقة التي استطاعت من خلالها تنئشة الأبناء على العادات التي حدثها زميلنا .. و لكنه اعتذر بأدب لأن أمه لا تجيد اللغة الانجليزية .. و أن هذا الوضع ليس غريباً في مجتمعنا .. فهذا الذي عليه أغلب الأسر ..
    و في أحد الأيام سكن في البيت الذي أعيش فيه أحد الشباب السعوديين مؤقتاً .. و مع تناولنا وجبة العشاء كان حبيبنا ( خالد ) مشغول باجراء بعض الاتصالات بأهله في السعودية لاخبارهم بالوصول .. فقالت له الأم ( جو ) مازحة .. جالس تكلم زوجتك .. قال : لا لا هذي أمي وهي الأهم بالنسبة لي .. فتفاجأت من ذلك و استفسرت مستفهمه عن سبب ذلك .. فتكلم خالد .. و فجّر في صدر (جو) الأشجان .. تكلم بعباراته الصادقة دون تكلف ، تكلم فأوجز و أوجد ذاك الاضطراب العنيف في قلب الأم (جو) ، ” لا تستغربين اهتمامي بأمي .. فهي التي ستظل أمي ، و ممكن أن يتغير من حولي من أصدقاء أو زوجة ” قد يكون الكلام في عباراته لا يحوي الكثير ، و لكن في تلك اللحظة التي تكلم فيها خالد بعفوية تامة ، و زاد بعد ذلك في كلامه عن الأم ، أصاب الجرح و نثر دماءهـ فكان عبارة عن دموع حارة نزلت من مقلتي الأم .. لتبكي فيها حرارة العقوق و روعة التعامل ، دمعة تدحرجت لتبكي وضعها الأسيف و إعجاباً بهؤلاء الذين أمامها .. دمعات تحكي صامتة عن معاناة تكتوي بنارها و حباً لهذهـ الفطرة التي تراها بأبهى حلة على متمثلة بالشخص الذي تحاكيه ، دمعاتها ألم و إعجاب .. هذا الموقف كان البداية و بعدها كانت الدموع جواباً عن كلامنا و شوقنا لأمهاتنا .. تستغرب منّا تعاملنا الألطف من ابنها .. و تقديمنا المساعدة لها كلما سنحت لنا الفرصة ..
    كيف أصف تلك المقارنة الجائرة بيننا و بينهم في الأمور الاجتماعية .. و لا أنسَ مدرسنا عندما أخبرنا بتغيبه عن الدرس بسبب وفاة خالته في الأسبوع السابق و إنه سيحضر مأتماً بهذهـ المناسبة ..
    ( جو ) .. اسكبي دموعك أياماً و شهوراً ، فلا صوتك يصل و لا قلوباً تستجيب ، هل تريدين أبناءاً كالذين تشربوا حب والديهم مع أنفاسهم .. هل تريدين أبناءاً كالذين حفظوا منذ نعومة أظفارهم ( و بالوالدين إحسانا ) .. أتريدين أبناءاً كمن رأى والديه وهم يقدمون أروع نماذج البر و المعروف لوالديهم ، فماذا فعلت أنتِ بوالديكِ ؟؟ ، أتطمحين بأبناء كالذين يتقربون إلى مولاهم بإدخال الأنس و رسم الابتسامة على شفاهـ والديهم ، أتدركين أن آباءنا هم أبواب لنا لدخول جنة ربنا ، أتدركين أن رسولنا أوصانا بالأم و الأب كأرفع شخصين يجب علينا حسن معاملتهم ، حينما كنتم تتملقون لاقتناص عشيقة أو عشيق ..
    فشتان بينهما شتان ..
    قبلة على جبين أمي ، و قبلة على جبين أبي .. مع زفرةٍ ملؤها إحساس بتقصير و رجاء لمحو زلل .. ابنكم أنس ..
    أحبتي .. لنلهج من فورنا بالدعاء لوالدينا ،، و أن يرزقنا الله البر بهما ،، و لنترجم ذلك لأفعال ملموسة ،، لنزيد التصاقاً بالمجمتع الطاهر .. الذي يقرأ الآيات صباح مساء فيرى اقتران حق الوالدين بحق الجبار العظيم .. (( و قضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إياهـ و بالوالدين إحساناً )) ..


    :::::


    الكاتب : أنس بن داود العسافي
    طالب ماجستير سعودي
    بريطانيا / نوتينجهام

    التعديل الأخير تم بواسطة z a n h o r ; 18-05-2008 الساعة 10:56 PM

المواضيع المتشابهه

  1. ابتسم..دع الدنيا تبكي
    بواسطة Hammoudi في المنتدى إستراحة النادي Break Club
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-01-2011, 07:58 PM
  2. المقصات الامامية والعيد أمامنا
    بواسطة أكورد 2007 وبس في المنتدى هوندا اكورد Accord
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-09-2010, 04:07 AM
  3. !!! مذيعه بريطانيه تبكي في جده و السبب !!!
    بواسطة اتحادي في المنتدى إستراحة النادي Break Club
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-11-2009, 12:26 PM
  4. لن تبكي !!
    بواسطة @اكورد وبس@ في المنتدى إستراحة النادي Break Club
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-04-2009, 12:10 PM
  5. انصروا اخواتكم المسلمات بالتصويت ( تراها ضغطة زر ).....!!!!
    بواسطة هـ ل ن السعوديه 818 في المنتدى سيارات هوندا الاخرى Other Honda Cars
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 24-10-2006, 07:57 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
[Output: 77.16 Kb. compressed to 73.51 Kb. by saving 3.65 Kb. (4.73%)]