بسم الله الرحمن الرحيم
من منا لا يعرف الزواج، الأطفال يرون الأزواج ولهم تصورهم الخاص، الكبار لهم نظرتهم كذلك، الجميع يعرفون الزواج بشكل أو بآخر، فكيف يراه عازب ينوي الزواج؟!
شيء ما زرعه الله في نفوس البشر سنة من سنن الحياة لاتكتمل دونها، لاتستمر ولاتأتي الشعوب دونها، إن بذرة الزواج هي الأمة! إن نتاج زوجين صالحين بالغالب جيل صالح، ببساطة هي من أعظم السنن التي وضعها الله في الكون.
يكبر الفتى فتنضج معه الرغبة بالزواج فيكبر أكثر فتنضج له حقيقته، فإن كبر أكثر أدرك حال أمتنا!
بداية يظن الشاب أن الأمر بسيط جداً، يرغب بالزواج فتبحث له أمه (أو هو في غير مجتمعاتنا) فتجد له نور حياته لتضيء عليه فيكمل نصف دينه، فيتزوج ويعيش بهناء وسعادة وينجب أطفالاً وينشئ أسرةً، نهاية سعيدة لكنها من نسج الخيال!، يدركها الشاب عندما يعزم حقاً (وأقصد عندما يكون مستعداً للزواج وقادراً لتحمل مسؤولية أسرة) أو يظن ذلك، فيدرك أن الأمر لم يكن كما ظن وتصور، ليست الأمور سهلة، في الواقع مامن مجال لسعادة ببساطة!، يصدم الشاب ويخيب أمله!، لكن ماالسبب وراء ذلك؟!
لو كان الأمر بسطياً والمشكلة تحل لحللها كبار قبلي ولما ناقشتها أو طرحتها هنا!، إن مشكلتنا بعقول لاتذهب بعيداً بتفكيرها، بل بعيون لاترى أبعد من رأس أنفها، بأفق ضيق بتفكير قاصر!، للأسف الأهل هم هذا العائق هم سبب انتشار الفساد، بل هم سبب خيبة الشباب، هم من تسبب بانحراف العقول وذبول الأمة!.
لست أبالغ بردة فعلي، فإن من يظن ابنته سلعة تباع وتشترى، من يظن الزواج صفقة عليه أن يكون رابحاً بها، ومن ظن أنه يرسل ابنته حرباً، أو أنه سيخسرها فهم كذلك!

إن من يظن أنه سيكسب ابناً مع ابنته، أو بنتاً مع ابنه، من يظن أن من واجبه دعم الزوجين من أبنائه بما استطاع مادياً ومعنوياً، ومن يزوج ابنته لمن رضي خلقه ودينه، فهو من يعين على استمرار الحياة بشكل سليم، فلا مقدار مايحصله الشاب هو الأساس ولاشهادته هي الأساس ولا شركات أباه هي المقياس، لكن الخلق والدين، لا أقول أن تزوجوا بناتكم لشاب لايستطيع تحمل مسؤوليته، لكن كما في الحديث من استطاع منكم الباءة فليتزوج، رسالتي للشباب قبل الأهل، فالخلق والدين هما خير مقياس.


لا أعلم أأنا غريب بتفكيري أم إن الناس مختلفون!، أرى الأمور تغيرت أم أنني ظننتها أفضل!:
أصبحت المادة هي المقياس، والشهادة الجامعية هي الأساس!، لو كان الأمر للشباب فقط لقلت هي حال قديمة فالناس يقدرون من يمتلك المال والشهادة منذ زمن، أما وأن أرى الفتيات يحرصون على الشهادات الجامعية أكثر من الشباب وينافسونهم في مقاعد الدراسة وأماكن العمل، بل وأن تصبح عائق لهن عن الزواج! فإنني أقف حائراً !!! ماطموح الفتاة !! وماطموح الشاب؟!
كنت أظن منذ صغري أن المرأة طموحها أن تربي أطفالاً وأن تنشئ أسرةً بل جيلاً وأن تعين زوجها وتدعمه بعطائها، ببساطة طموحها للمستقبل بيت وأسرة وأطفال، بل إنني عندما كنت صغير وألاعب البنات كن دائماً أمهات!، فكيف تبدلت الأمور وبات طوح الفتيات مراكز عمل كبيرة ومعامل ومصانع ودول!!!!!، هل اختلفت المقاييس أم إنني جاهل رأيت الأمور بشكل مختلف؟!

أجيبوني بالله عليكم؟!!


أ.م ;)