المؤامرة....على .....النخلة...........
.....................................


كانت باسقة ….. طويلة الجذع...... مخضرة اللون

كبيرة الظل , تؤتي أكلها كل حين ..

تغرد العصافير وطيور الدوح على أغصانها ..

نشأت في واحة غناء كما هي بقية الشجرات التي حولها ..

كان أبي يعتني بها ويسقيها ..


بل كان يكرّم الفلاحين الذين يكدحون لرعايتها ..

كان أبي يهتم بأولئك الفلاحين كثيرا ..

يحبهم لإنهم يخدمون نخلته التي أحبها كثيرا ..

كان أبي يهتم بكل مايرتبط بتلك النخلة
..

يحب النخلة , وبحبها يحب عصافيرها ..

يحب النخلة وبحبها يحب الفلاحين .. بل يسرف في الاعتناء بالفلاحين كثيرا ,,

كنت أسأله لماذا هذا الحب المسرف للفلاحين ؟

كان يجيبني : بأنهم سبب بقاء تلك النخلة باسقة ..

وكل عام يفرح أ بي بحصاد جهده ..

بتلك الثمار التي يقطفها ..

ويكثر الإنتاج يوما بعد يوم ..

مرّت الأيام .. وانتقل أبي الصالح إلى موقع آخر

شاءت الظروف أن ينتقل إليه ..


وأوكل مهمة الاعتناء بنخلتنا إلى عمي ..

عمي .. الذي تعلم في الخارج ..

يحمل الدكتوراه في مبايض الدجاج ..

لم يهتم يوما قط بنخلة !!

جاء إلى نخلتنا فسلخ جذعها !!

مدعيا بأن ذلك يزيد من جمالها ونعومتها ..

بل وضع عليه عقدا من الإضاءة !!

قص سعفها بدعوى تشذيبها .!!

أهمل تلقيحها بدعوى تحسين الإنتاج!!
ثم قطع الماء عنها بدعوى الترشيد !!

فغادرت عصافيرها , وذبلت اغصانها !ونخرتها السوسة الحمراء !!

وتجاهل نصائح الفلاحين ..

واستغاثتهم !!

بعد فترة من ذلك الحصار

هاهي نخلتنا يابسة الأغصان ..

شاحبة المنظر ..

يجأر تحت ظلها المحدود , أولئك الفلاحون إلى ربهم

يسألونه أن يهدي عمهم إلى مافيه خير نخلتهم

أو يبدلهم بأحسن منه
..........................................