بسم الله الرحمن الرحيم

إبتسامة مصطنعة متجملة، قهقهة وأصوات ضحك مرتفعة، لا أراها تخرج من القلب، في أوقات كثيرة أتأمل من حولي (لا أتحدث إنما أكتفي بتأملهم)، فأسمع ضحكهم وأرى حديثهم، أراهم يعيشون فأتأمل وألاحظ كثيراً من الأمور التي لا يراها غيري من الناظرين، أرى عاطفة صادقة تخرج من القلب فتصل إلى القلب، أرى ظلماً وجبروتاً، أرى تكبراً وجحداً بالنعمة، أرى كذباً ونفاقاً، أرى مجاملةً إجتماعيةً كاذبة، أرى علاقات متوترة وأرى صداقات حميمة، أتأمل الناس كثيراً وأتعجب، سبحان الله مشاعر كثيرة زرعها الله في قلوبنا، تشكلنا وتجعل الإختلاف قائماً بيننا، أفكر كثيراً مالفرق بين سعد وعمرو وخالد، ألم يحظى كل واحد منهم بأعضاء متماثلة ومشاعر واحدة بالأصل، واحدة بالأصل ومختلفة بالظهور، من إعجاز الله عز وجل أن جعل المشاعر واحدة، لكنها بأشكال مختلفة عند كل واحد من الناس، ولكل واحد طريقته في التعبير، صفات الناس تتغير لكنها من منبع واحد، فكلنا خلقنا من طين!

أفكر كيف يستطيع الإنسان أن يكون جبروتاً ظالماً خالياً من الإحاسيس والعواطف، هل خلق كذلك أم أماتها في داخله؟ هل من الهين إماتتها؟!
عندما أرى الظلم في العالم عندما أرى القتل والدمار عندما أرى الكره، عندما تختفي العواطف والمشاعر الصادقة، عندما يعيش الإنسان كالحيوان، ندرك حينها أن الإنسان فعل ذلك بنفسه، قتل المشاعر الصادقة الطيبة وزرع الكره والغضب والعدوان.

مشاعر كثيرة تصنع الناس، تميزهم عن بعضهم البعض، شخصيات مختلفة وطبائع متغيرة، عادات تحكم الناس وتصرفات تصنعها البيئة، لو كان الجميع كبعضهم البعض لما كان هنالك فرق في البيئات، ولتوافق الجميع مع الجميع ولشعنا سعداء ، لو كانت الدنيا مثالية لكنا في الجنة الآن ننعم بنعيمها، لكننا في دار اتبلاء، فمن صبر وثبت أثابه الله بالجنة (نسأل الله أن نكون من أهلها)، ومن جحد وكفر فإلى جهنم وبئس المصير.

مجرد تأملات رأيت أن أشارككم بها