اهل عنيزة نقادة


والمثل لا يحتاج إلى شرح ..


وورد ايضا(اهل نجد نقادة)


وهذا طبع غالب ومعروف عن نجد عموماً


ويُضرب لضرورة التحري في دقة الحديث , وجمال المظهر عند مقابلة أو مخاطبة أهل عنيزة .



يرحمك الله يا حصة القواضى



وهذا مثل يقابله أمثال متعددة أبرزها قولهم (الله يرحمك يا مزنة) .. وحصة القواضى هذه


غير معروفة , بل إن المثل ـ حسب علمي ـ غير معروف في عنيزة , وقد أورده


الأستاذ عبدالكريم الجهيمان في (معجم الأمثال الشعبية) , وقال في شرحه :


حصة هذه امرأة من عائلة القضاة , وكان لها رأي وعقل وتدبير


فاشتهرت بين ابناء وطنها بهذه الأمور .. فصار الناس كلما رأوا تدبيرا خاطئا


أو رأيا مجانبا للصواب ترحّموا علىحصة القواضى هذه ,


وتذكروا تدابيرها السديدة وآراءها الحكيمة التي كانت تقابل بها المشكلات والصعاب .


يضرب مثلا لتذكّر ما يشبه الكمال عند رؤية النقص , والأسف على فقدان


ما كان فيه من نقص بعد تجربة .



ما عمر الزنادا رقوا فوق



والزنادا هم عائلة الزنيدي الكريمة المعروفة في عنيزة .. ولست أعلم ما سبب هذه المقولة


وهي بلا شك مقولة لا تمثل الواقع .. وقد تكون كلمة ألقاها أحدهم للانتقام من أحد أفراد هذه الأسرة


يُضرب مثلا للتقليل من شأن الآخرين ..


هكذا قالوا , والأقوال لا تخلو من مبالغة وتزييف للواقع , فتعميم العيوب والأخطاء الفردية على أسرة


أو حمولة أو جماعة من الجماعات غير صحيح , وغير مقبول عقلا .. ولكن كما قيل أهل عنيزة نقادة


والمثل على حد علمي هو (ماعمر الزنادى رقوا طوايا) وزنيدي جمعها زنادى ألف مقصورة.


قيل هذا المثل لأن عائلة الزنيدي اشتهروا بالفلاحة وسكنهم بالمزارع وكانت بييوت المزارع التي تسمى (القصور) لايوجد لها طوايا (السطوح)في الغالب.



قال ما أعرف أرمي ... قال نبيك تُرمَى !



وهذا مثل يقال إن قائله الأمير الداهية زامل السليم (ت 1308هـ) . ففي إحدى حروب عنيزة


في القرن الثالث عشر الهجري , أعلن النفير لأهل البلد للمشاركة في الدفاع عنه .. فجاء أحد الضعفاء


يعتذر إليه , ويحاول أن يتملص من الواجب .. فلم يجد له من حجة سوى أن يُعلن أنه لا يتقن الرمي


ففطن زامل لهدفه , فقطع عليه الطريق بقوله : نريدك أن تُرمى ليتترّس بجسدك شخص يجيد الرماية !


يُضرب مثلا لمن يحاول التذاكي فيجد من هو أذكى منه ..



العواهلة مختبّين بطهار أبوهم



والعواهلة هم أسرة العوهلي الكريمة المعروفة في عنيزة .. ومعنى (مختبين) : مبتهجين محتفلين


والطهار المقصود به الختان ومن المعروف أن الذكور يُختنون صغارا , ويبدو أن أحد رجال العوهلي السابقين


لم يتم ختانه ـ حسب ما يزعم المثل ـ إلا كبيرا لسبب من الأسباب , فلما خُتن ابتهج أهله وأقاموا الاحتفالات لذلك


يضرب مثلا لتفسير حالات الابتهاج الشديد ..



لا جاك ولد سمّه موضي



وموضي هذه هي المرحومة موضي العبدالله البسام , المحسنة الشهيرة (1263 ـ 1363هـ) , وقصة المثل


جاءت من مروءتها وإحسانها , ومقابلتها الإساءة بالإحسان , فعندما دخل مدينة عنيزة عام 1322هـ


هدم كثيرا من بيوتها , ومن البيوت التي سقطت بيت عائد الصقيري , وكان ممن اعتدوا على بيوت أهلها


وكسروا أبواب منازلهم . فأعاد عمارة منزله , إلا أنه بحث عن خشب طويل مستقيم , فلم يجد خشبا مناسبا


للسقوف سوى خشب الأثل المحيط في بستان موضي , ولكنه عرف ذنبه معها ومع أهلها , فهاب أن يطلبه منها ولو بالشراء


وقد علم بهذا الأمر الملك عبدالعزيز فقال له : اطلبه منها وستجد منها ما يسرك , فتجاسر وذهب إليها في منزلها


واستأذن عليها , فلما أخبرت به أذنت له في الدخول , فدخل عليها بكل خجل , وعرض عليها طلب شرائه منها


قالت : خذ منه ما تريد واعتبر هذا مساعدة لك على بناء بيتك , فلما جاء عند الملك عبدالعزيز , سأله عما جرى منها له



فقال : يا طويل العمر , إذا جاك ولد فلا تسميه إلا موضي ..! فقال الملك : تستاهل بنت عبدالله .


يُضرب مثلا للتعبير عن الارتياح من فعل متقن ..



تراضت هيا الراشد وعياله



وهيا الراشد هذه غير معروفة أيضا , لكنها إحدى مواطنات عنيزة في الماضي .


ويبدو أنها كانت على خلاف مع أبنائها نتج عنه تقاطع وصدود , ويبدو أن أهل الخير


سعوا في الإصلاح بينهم , فأعلنت الأفراح , وعادت العلاقة إلى طبيعتها , ويبدو أن هذا


التراضي جعلهم سمحين يوافقون على تقديم الخدمات للآخرين بكل أريحية غير معتادة


يضرب مثلا لتبرير السخاء غير المتوقع



تمدنت مضاوي اللوح



ومضاوي هذه مواطنة من عنيزة , وأظنها كانت تلقّب بـ ( لوحة ) , ويبدو أنها عاشت في الفترة ما بين


1320 ـ 1400هـ على وجه التقريب لا التحديد .. ولست أعرف شيئا عن المناسبة التي قيل فيها المثل


يُضرب مثلا لمن يُظهر تصرفا يدل على التمدن والرقي وذلك غير معتاد منه ..




عشا أم الفنيخ .. من جا يجي رزقه معه



والفنيخ عائلة كريمة معروفة في عنيزة .. والمثل قيل في سنوات الجوع والفقر الذي كان مسيطرا على الجزيرة


العربية , ومنطقة نجد على وجه الخصوص قبل ظهور نعمة البترول الذي غير الأوضاع , فانقلب الفقر بفضل الله


إلى ثراء ورغد .. وقصة المثل المتداولة تقول إن أم الفنيخ هذه كانت تطبخ عشاء إما مطازيز أو مرقوقا أو غيرهما


من الأكلات المعروفة , وبينما العشاء على النار كان يقال لها سيتعشى معنا شخص آخر , فتزيد طاسة من الماء


على العشاء .. وهكذا فكل قادم جديد يزاد له في العشاء ماء , حتى طغى الماء على العشاء .


يُضرب مثلا للطعام إذا كان كثير المرق .. ويقال أيضا للضيف إذا اعتذر عن الحضور في وقت


طهي الطعام من غير موعد سابق



لا واحلالاة يا قُبَّة بصيصة



وهذا شطر بيت تتمته :


جاني النوم بقصور البدايع . . لا واحلالاة يا قبة بصيصة!



والقصور معناها المزارع , والبدايع هي المدينة المعروفة المجاورة لعنيزة من جهة الغرب


(واحلالاة) ويقال أيضا (واحلولاه) و (ياحلالاه) .. تعبير يدل على التمني والتعجب معا ,


ومعناه ما أحلى كذا . والقبة سقف يمثل ممرا لبيت يفصل جانبيه شارع أو ممر , أونحو ذلك


وظلها يُلطّف جو الشارع , ويكون ملاذا للعابرين من الحر . وبصيصة يبدو أنه اسم امرأة


وقائل البيت أحد الجرّادين , والجرّاد موظف كان يرسله مالكو المزارع في الماضي وقت الحصاد


إلى المزارع ليجري جردا على منتجات المزرعة , يتم بناء عليه محاسبة المزارعين الذين تم الاتفاق


معهم على القيام بشؤون المزرعة مقابل حساب سنوي معين .. وكان معظم مزارع البدائع وعدد كثير


من مزارع الخبوب والقصيعة القريبة من بريدة , مملوكة لبعض تجار عنيزة , وبعضها منقطع بالرهن .


ذهب هذا الجرّاد إلى البدائع مندوبا من أحد مُلاك المزارع ليُجري الجرد المعتاد , وكان الوقت صيفا


والبدائع منطقة مكشوفة , لا يوجد في شوارعها وأزقتها قبب تقي من حر الصيف وأشعة شمسه الحارقة


فضاقت به السبل , وتذكّر (قبة بصيصة) هذه , ولا أعلم مكانها .. فقال هذه البيت المعبر .


يَضرب مثلا لتمني مذكورٍ بعيد الحصول ..


منقول من آميلي؛؛؛