بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد،،، وعلى آله وزوجاته وأصحابه ومن والاه،،، وسلم تسليماً كثيراً.

.
.

أكتب لكم هادي الشخابيط من حلاوة الروح،،، وأنا على إرتفاع حاجة وثلاثين ألف قدم،،، وقاعد بأتفشخر قدام ركاب الطيارة،،، يعنني شوفوني أنا معايا كمبيوتر،،، وكأني فلتة زماني،،، ( أو" عبقرينو"،، لمتابعي مجلة ميكي)،،، والشغل مقطع بعضه،،، وماني قادر أصبر لين أوصل،،، مع إنو لو حب واحد منهم يحشكني،،، بالراحة راح يعرف إنو غير الوورد والسوليتير ما أعرف،،، وربك سامع الدعاء.

وأسترعى انتباهي اسم كابتن الطيارة " برويز"،، أو "برفيز" حسب نطق الهنود،،، اللي بيقلبوا الواو فاء،،، في أروع تناسق بين الكلام والتفالين،،، وقلت في نفسي،،، يا سلام،،، الدنيا حلوة يا قدعان،،، الطيار هندي؟؟،،، أحمدك يا رب.

ونظراً للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة ( الجملة دي زبعتها من سعود الفيصل)،،، تذكرت إحصائية عملتها الأمم المتحدة،،، بتقول إنو لو جمعنا سكان العالم،،، وقسمناهم إلى مجاميع مكونة من ثلاثة أشخاص ( ما يكملوا أربعة بالوت )،،، لوجدنا أنه لا بد أن يكون أحدهم "صيني"،،، والثاني من القارة الهندية (الهند- باكستان- بنغلاديش- كشمير- أفغانستان،،،إلخ)،،، والثالث من أي جنسية أخرى( الإحصائية دي أرسلها لي صاحبي من أيام كازينو عنبر "كوفي عنان" على الجوال،،، لما شفت فيها أرقام،،، بغيت أحذفها،،، أفتكرتها رسالة تسديد الفاتورة).


ما شاء الله عليهم همَّا والصينين،،، هم ما يتلم،،، لدرجة إنهم لو فكروا يحتلوا أمريكا مثلاً،،، ما يحتاجوا أسلحة،،، يروحوا مشي بس،،، وهمّا بيغنوا ( يا جمالا يا جمالا،،، وبشبش حالتو حالة).

الهنود بصفة عامة،،، شعب كرِّيف،،، إنت بس قللهم إنتشروا،،، ومالك صلاح.
والعمل أساس الإبداع،،، زي ما بيقول زوج خالتي " ألبرت آينشتاين"،،، وبالمناسبة،،، آينشتاين بيعتبروه العلماء أذكى إنسان على سطح الأرض،،، ولما قاسوا نسبة ذكائه،،، لقوا إنو بيستخدم 12% بس من قدرة الدماغ البشري،،، ولما سألوه عن سبب عبقريته،،، غير إنو يقربلي،،، قال " إن العبقرية 1% عقل،،، و 99% عمل"،،، وهادا يمكن سبب نجاح الهنود صناعياً،،، وكفاية إنهم صنعوا قنبلة نووية،،، في الوقت اللي إحنا بنصوت للسوبر ستار.

وأذكر إني قريت زمان إحصائية سنة 1985،،، بتذكر إن الهند تنتج 600 فيلم سينمائي في العام،،، ومصر التي تعتبر هوليوود الشرق،،، يادوب بتطلع عشرة أفلام دحين،،، وإحنا هنا طايرين بطاش ما طاش،،، اللي متدلعين آخر دلع،،، على حساب التعقيد اللي بيلاقيه "محمد حمزة" و "محمد بخش" لما يبغوا يسووا عمل فني،،، وزارة الإعلام بتطلع لهم القطط الفطسا في مسلسلاتهم.

وفوق كده،،، الهنود مكتسحين العالم،،، سواءاً بمستوى العمالة،،، أو بالعقول المهاجرة،،، وكنت قريت من كم شهر مقال على أربعة أجزاء في جريدة عكاظ،،، للكاتب " عابد خزندار "،،، بعنوان ( لنتعلم من الهنادوة)،،، بيقول فيها إن الهند الآن تعتبر ثاني دولة في العالم في مجال تقدم تقنية الاتصالات،،، دا غير إنهم بيشكلوا نسبة كبيرة من العلماء والاطباء في العالم،،، في الوقت اللي إتحاد الكورة محتار في تشكيلة المنتخب.

وأورد الكاتب إحصائية عن نسبة الهنود في بعض القطاعات وهي كالتالي:
 34% من موظفي Microsoft هنود.
 28% من موظفي IBM هنود.
 17% من موظفي Intel هنود.
 38% من الأطباء في أمريكا هنود.
 12% من العلماء في أمريكا هنود.
 36% من موظفي NASA هنود.
 13% من موظفي زيروكس هنود.
 88% من مطاعم المندي في الولايات المتحدة هندية (هذه نكته من الكاتب).
 قائمة الأغنياء تحتوي على مليون مليونير هندي.
 مخترع الهوتميل "سابير بهاتا"،،، هندي،،، حصل من مايكروسوفت على 400 مليون دولار.
 الرجل الثاني في City Bank هندي إسمه "فكتور مينيزس".
 الرجل الأول في شركة United Airlines هندي،،، إسمه "رون دوتا".

ويستطرد الكاتب ويقول: " الامر ليس معجزة،،، وكل ما احتاجه الهنود ليحققوا هذا الانجاز هو الاهتمام منذ الاستقلال بالتعليم التقني،،، واجادة اللغة الانجليزية،،، والاعتزاز بالوطن،،، وهي امور نفتقر الى بعضها ولا اقول كلها،،، فهل يمكن على الاقل ان نتعلمها؟؟،،،ام انها اشياء تولد مع الانسان؟؟؟". إنتهى الإقتباس.

وهنا مربط التيس،،، التعليم،،، واللغة،،، والإنتماء،،، وأزيد عليهم من عندي،،، الثقافة والطموح.

لو تقعد مع أي واحد عاطل عندنا،،، تلاقي معاه شهادة جامعية،،، تجي تكلمه بالإنجليزي،،، يتنح،،، تهرج معاه في مجال تخصصه،،، يديك الطرشه ويترحم على البراشيم،،، وكويس إذا قري جريدة على الأقل،،، وتشوف تصرفاته تجاه مجتمعه داخل وخارج البلد،،، تقول له الشرهة مو عليك،،، على اللي ما عرف يربيك،،،

تسأله عن طموحه،،، يسبسب ويلعن في الحكومة اللي ما وفرت لسعادته وظيفة،،، طيب يا إبني،،، تخيل نفسك في بنغلاديش،،، وحكومتك ميزانيتها من جنب القدة،،، إيش تسوي؟؟.

عن تجربة شخصية أخش فيها بعين أتخن تخين،،، أقول إن البلد مليانة فرص عمل،،، وفيها أفكار لسه محد أشتغل فيها،،، يبغالها مخ يبحث ويفكر ويحلل ويتصرف بأقل الإمكانيات،،، بدل ما نقعد ننق على الإخوة الوافدين،،، اللي أستغلوا كسلنا ونومنا في العسل،،، وأشتغلوا في كل شي.

ويمكن طبيعتنا هنا في الحجاز متعودين على العمل والتجارة من زمان،،، ووقت الحج ما تلاقي ولا رجال في الشارع،،، كله بيشتغل،،، لدرجة إنو كانوا الحريم في مكة يسوي كرنفال سنوي وقت الحج يسموه " قيس "،،، يطلعوا مع بعض ويلفلفوا في الشوارع ويغنوا،،، ولو شافوا صنف رجال،،، فرشوه.

والغريب في الموضوع،،، إننا بننظر للوافدين نظرة تعالي،،، وكأننا أسيادهم،،، وخصوصاً الهنود،،، مع إنو محد علمنا لبس الفوط وجابلنا الشيش والبهارات والبرياني،،، غير همَّا.

أذكر إن العامل اللي في كليتنا وشغال على ماكينة التصوير،،، معاه دكتوراة في الهندسة المعمارية،،، وإدارة الكلية شافت إنو دا مكانه المناسب عشانو هندي،،، مع إنها جابته بعقد محاضر.
وأتفاجأت أيام الثانوي،،، إن المدرس الهندي اللي بيدرسنا إنجليزي،،، برضه معاه دكتوراة،،، لكنه مضطر يمشي حاله عشان يعيش،،، في الوقت اللي مستوى معظم دكاترتنا في الجامعة ضعيف ويكسف،،، وأسألوا التاريخ.

أتمنى فعلاً إننا ننظر حولنا،،، ونبدأ من حيث إنتهى الآخرون،،، ونتعلم من التجربة الهندية والغربية واليابانية والألمانية،،، وحتى المصرية واللبنانية والحضرمية،،، اللي ما في مكان رحته ما لاقيتهم،،، في شرق آسيا،،، وأمريكا،،، وبريطانيا،،، وأستراليا،،، والبرازيل،،، ولقيت حضارم في تنزانيا ومدغشقر،،، تخيلوا؟؟،،، وواصلين هناك أحسن مواصيل.

مو عيب إننا نشتغل ونتعب شوية،،، ومو غلط إننا نسافر برا ونتعلم ونشتغل،،، العيب إننا نقعد في الظلمة ونسبسب ونندب حظنا،،، بدل ما نولع شمعة.

والرأي السديد لكم،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.