بسم الله الرحمن الرحيم

كلنا نبحث عن المال، نجتهد طوال حياتنا في جمع القدر الأكبر منه، هو الثروة وهو المتعة في هذه الدنيا الفانية، نظن أننا إن وجدنا المال وجدنا السعادة، إن أول ما يتبادر إلى ذهننا عند ذكر: الكنز، هو المال أو المجهورات الثمينة، لكنني لم أعني المال بموضوعي، إن الكنز الذي أتحدث عنه في كل بيت وفي كل عائلة، لا وجود لنا دونه!

مشكلتنا أننا لا نقدر النعم حقاً حتى نفقدها، وإن فقدنها ندمنا على مافوتنا، لاندرك كم هو ثمين مانملكه، لانعلم حقاً أن لدينا كنز وأننا أغنياء!، ليس الغنى بالمال، وليست النعمة بالثروة فقط.

أنعم الله علينا بكنوز كثيرة، أنعم علينا بالأسرة، بالأب والأم والأخوة والأخوات، أنعم علينا بالطعام والشراب والكسوة!، أنعم علينا بالكثير، لو نظرنا إلى مانحن عليها لقدرنا أن الله أنعم علينا بأكثر من المال.
إن الصحة نعمة والسعادة نعمة والرضى نعمة، لو نظرنا إلى غيرنا لقدرنا أننا منعمون، في الوقت الذي نمتلك فيه قوت يومنا، ينام غيرنا جياع، في الوقت الذي نذهب به بسيارتنا، يسير غيرنا مسافات حافي القدمين، في الوقت الذي تحن علينا أمنا وتسهر لمرضنا، يفتقر الكثير إلى حنانها..
إن الأم ثروة بحد ذاتها، إن حنان الأم وعطفها ومحبتها لنا، أمر افتقر له كثير، إن أقل مانفعله تجاهها هو برها، وتقديرها حق قدرها، إنها ثروة بحق لمن عاش تحت ظلها، إن الأم حملت وولدت وربت!، في الوقت الذي كافح فيه الأب ليعيل الأسرة كانت الأم تنشئ الأسرة!، ولها الدور الأكبر، حفظها الله لنا وأعاننا على برها.
ربما كثير من أعضاء نادينا منعمين مادياً أيضاً، وللأسف لايقدر البعض نعمة المال ولا غيرها، إن أقل مانفعله هو شكر الله على النعم وحمده عليها (الحمد لله رب العالمين والشكر له)، إننا وبحجة النصب والمتاجرة بالتسول، أقللنا في الصدقات، وكأنما لامساكين ولافقراء!، كأنما نعيش في عالم إسلامي مثالي، يزكي الغني عن ماله وينام الفقير والمسكين ممتلئي البطون!، نسينا الأيتام ونسينا المحتاجين، ظننا أننا أفضل منهم، أننا استحققنا المال والنعمة وهم لا!، إننا نلومهم إن سرقوا أو أفسدوا، ولاندرك أننا سبب ذلك!، لا أدافع عن المعصية والعياذ بالله، لكن لكل شيء سبب!.

أتمنى من الله عز وجل أن نقدر وإياكم حق النعمة التي نعيش بها، ونحرص على شكر الله عليها، بالقول والعمل..