بسم الله الرحمن الرحيم

.
.
.
.

كيفكم اخواني اعضاء منتدانا الغالي

بصراحه هذه مقاله عجبتني بشده كلماتها سهله و اسلوبها روعه

و لكن لمعانيها اصداء كبيره

اترككم مع المقاله

* سيارة نفايات.. وللفجر علامات.. في السماء خيط حرير.. وعلى الأشجار زقزقة عصافير.. ماهذا..؟ وكأني أسمع صوت شخير..! نعم ذاك فقير استلقى على سيارة النفايات متخذا منها سرير..!
*قلت فقير.. نعم ومن ذا الفعل يُطيقه..؟ سكير..؟ لا رائحة المنفى ستفيقه.
*كأس الخمر تُطيح.. للحرام تبيح.. للدماء تسيح.. إلا أن ذلك كله في الميدان..!
*أما كأس الفقر فتفعل ما تفعله الأولى، لكن عبر الأزمان..!
*فقيري لم توقظه رائحة الدخان، المنبعثة من حرق تلك الأطنان، بل وكأن الأنف يشم ذاك الفل والريحان..!
*لم توقظه أصوات الكلاب
.. لم تزعجه حركات الديدان.. لم يوقظه برد المنفى، لم يطلب مكانا أدفى.. وبكل غرور وأنفة، نام هناك شبه عريان..!
*فقيري لا يعرف معنى القمصان.. فقيري دوما عاري السيقان.. أنظر دقق فمن البرد تصطك الأسنان..!
*وفج النور.. وصار خيط الحرير عنوان.. يقول إن الصبح وليد، وأن الليل في خبر كان..
*زقزقة العصافير اكتملت على الأغصان، لترنو أحلى من احلى الألحان..
*وفقيري كف شخيرا.. لكن، ظل على حاله مطبق الأجفان..!
*وكأني أسمع صوت هتاف.. ذاك السائق (فلان)..يُنذر فقيري: يا (علان) سأهم بمغادرة الميدان..!
*وفقيري على حاله مطبق الأجفان..!
*صعد السائق عربته.. وجلس خلف مقوده.. وأدار محركه.. وفقيري على حاله مطبق الأجفان..!
*مشت العربة.. تدحرج فوق السقف فقيري كالفنجان.. وما هي إلا غمضة أجفان.. حتى سقط كمطرقة على السندان..!
*سقط على أرض الميدان.. ولم يزل على حاله مطبق الأجفان.. إلا أن الدم راح في السيلان..!
*يوم أو يومان.. بعدها اكتشف البعض جثة فقيري العريان.. فنادوا الاسعاف والشرطة، وحللت الجثة، فكان سبب الوفاة (سكتة).. أي لم تكن هي (السقطة)..!
*نعم.. لقد قتل الفقر فقيري ذاك الإنسان.. وقبل أن يقتله.. أرهقه جوعا.. استنزفه دموعا.. رمى بآماله إلى غياهب النسيان..!
*فقيري لم يعرف معنى للراحة.. تصور.. كل ما يحلم به طراحة..! وفقر الدنيا يأبى.. فيحكم بكل بجاحة.. على فقيري بالحرمان..!
*فقيري إن نام فساعة.. وبعد الساعة عليه الطاعة.. صارت عند فقيري ضد التعب مناعة.. مناعة أنسته السرحان..!
*فقيري طفولته صماء.. لم يهنأ حتى بالبكاء.. لم يعرف أن الأشياء، تلك الأشياء الحمراء والصفراء.. الزرقاء والخضراء.. التي لها كل الألوان.. لم يعرف أنها حلوى للصبيان..!
*عاشا معا.. هو والفقر.. متلازمان.. كالخلان.. وبعد الموت لم يتركه.. حتى دُفن بلا أكفان..!