السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السعادة الحقيقة ووسائلها

أما في الدنيا فلا تتحقق إلا في الإيمان بالله والعمل الصالح

قال تعالى مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِ يَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِ يَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون) َ

وأما السعادة في الآخرة ففي الجنة وأعلاها التمتع بالنظر إلى وجه الله جل وعلا
قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ([6]) .



وقال تعالى (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَ اتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَ اتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذ)ٍ
[7]).

وفي صحيح مسلم من حديث أنس عن النبى قال:« يقول الله تعالى» «يا أهل الجنة فيقولن : لبيك ربنا وسعديك والخير بين يديك، فيقول: هل رضيتُم؟ فيقولون: وما لنا لانرضى وقد أعطَّيتَنا مَّما لم تُعْطِ أَحَداً منْ خَلْقِكَ فيقُولُ : ألا أعطيكم أفضلَ من ذلك؟ فيقولن : ياربُ وأىَُّ شىءٍ أفضَلُ من ذلك ؟ فيقول: أُحلُّ علّيكُم رضواَنِى فَلاَ أسخَطُ عليكم بعدَهُ أبداً » ([8]).

وسائل السعادة

أولاً: الاستقامة على منهج الله عز وجل .. قال

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُ وا تَتَنَزَّل ُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِ كَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُ وا بِالْجَنَّ ةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤ ُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُم ْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)

ثانياً: الإيمان بالقضاء والقدر.. فَلَذَّةُ الإيمانِ بالقضاءِ والفدرِ سعادةٌ لا يحظى بها إلا الموحدون.

ثالثاً:الإ حسان إلى الناس.. ففى صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ، عن رسول الله قال :

« من نفَّس عن مؤمن كُربةً من كرب الدنيا، نفَّس اللهُ عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يُسَّرَ على مُعسِر، يَسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، من سَتَرَ مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمه وحَفْتهُم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» ([9]).

رابعاً: النظر إلى من هو فوقك في أمور الدين وإلى من هو دونك في أمور الدنيا..

وفي صحيح مسلم أنه قال:« انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر إلا تزدروا نعمة الله »


اللهم أسعدنا بطاعتك في الدنيا وبرضوانك فى الآخرة يارب العالمين.. .....