بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وكيف الصبآآآح معاكم
دوبني صاحي
قلت خليني ادخل منتدانا الغالي اتفلسف عليكم شويه
واللي ماتعجبه فلسفتي يتفلسف هوا بكيفه بس طبعا هنا في موضوعنا :d:d:d
خلونا نبدا الفلسفه
هههههههههه

تعاني مصر قديما مشكلة متكررة سنوياً مع نهرها العظيم نهر النيل , فهذا النهر والذي يعد من أطول الأنهار له موسم فيضان يكتسح المزارع والدور حوله, وله موسم انحسار بحيث يقل منسوب المياه فيه , وفي كلتا الحالتين يتضرر من يعيش على ضفتي النيل .

فيضان وانحسار النيل مرتبط بغزارة الأمطار على مصدره في إثيوبيا وما جاورها , وللتغلب على هذه المشكلة قام المصريون في عهد جمال عبد الناصر , ببناء سد عملاق اسمه السد العالي تقبع خلفه بحيرة كبيرة أطلق عليها بحيرة ناصر , وظيفة السد الأساسية تخزين كميات المياه الهائلة في وقت الفيضان وتحويلها لبحيرة ناصر , بحيث لا يتضرر المصريين من الفضيان , ولا تضيع هذه الكميات الكبيرة من الماء سدى , لتتم الاستفادة منها في موسم الجفاف .

مشكلة نهر النيل , نعاني منها نحن أيضا لكن بشكل آخر, والمشكلة التي أعنيها هي مشكلة المصاريف , فأنا أعتبر شهر شوال موسم انحسار وجفاف عظيم في المصاريف , فهذا الموسم تأتي قبله مواسم تسريبات تلتهم السيولة بكل سهولة , فقبل هذا الشهر :
- تكون الإجازة الصيفية وما يتعلق بها من رحلات ونزهات وحفلات زواج وواجبات اجتماعية مستحقة السداد .
- ثم موسم الخيرات رمضان , فبرغم أن هذه الشهر الكريم لا يعني بالضرورة مزيداً من “البعزقة” إلا أننا نصر أن نطير ريالاتنا في أواني المطبخ ومقادير الطعام بشيء من الإسراف .
- ثم تأتي فرحة العيد التي تتحول في نظر رب الأسرة إلى حزن العيد, جراء ما يصرف من جيبه في الملابس الجديدة والحلويات الفريدة .

كل هذه “الشفطات” التي تشفط الجيوب تأتي قبل موسم الجفاف العظيم “شوال” وليكتمل الجفاف تأتي مصاريف المدارس , ليسقط رب الأسرة قتيلاً , كما يسقط من الفرس الفارس , بعدما كر وفر بكل بسالة , وحارب بآخر ريال في الحصالة .

تجد الغالبية تشكو من هذه “الزنقة” , ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد , يستفيد من هذا الوضع بائع الفول , فتجد الناس لديه زرافات ووحدانا ,مصطفين في طوابير طولية وعرضية,!! وتتشكل هذه الطوابير على الفول لأنه على الصعيد الاقتصادي خيار استراتيجي , فهو :

- زهيد الثمن .
- يشبع أسرة كبيرة .
- مغذي .
- طعمه لذيذ خصوصاً مع “شوية طحينة وزيت” .

ونظل في هذا الجفاف المميت وفي طوابير الفول حتى موعد هطول الرواتب آخر شوال , فتزهر الأرض الجرداء بورود وحدائق غناء , وترجع الفراشات لترقص من جديد , وتدب الحياة بعد الموت , وننسى الفول ونتنكر له , ونأكل مشويات وبابا غنوج ونحلي بأم علي !!!

هذه المشكلة لو طبقنا عليها فكرة السد العالي , لهان الوضع علينا , فالأموال الزائدة عن الحاجة ندخرها , ولا ننفق إلا باعتدال ووفق ما نحتاج , حتى إذا هل شوال , فتحنا قليلاً من السيولة المدخرة , لنعيش حياة مبتكرة .
قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه (( أني لا أبغض أهل بيت ينفقون قوت أيام في يوم واحد))

ملاحظة : توجد فئة من الناس تعيش موسم جفاف على طول المواسم , فلا مجال للادخار , هذه الفئة ليس أمامها إلا أن تعيش كما يعيش الصبار البطل في الصحاري الجافة , فالصبار لا يفرد أزهاره ولا أوراقه الندية “ويبحبح على نفسه شوي” بل قدر الظروف الصعبة التي تحيط به , فمد أشواكه الطويلة الحادة واستغنى عن أوراقه , لكي يوفر الماء ويعيش , ولم يعبأ بشكله الغريب , بل تجده شامخاً عزيزاً رافعاً أغصانه مثل أبطال رياضة كمال الأجسام ……. باختصار على هذه الفئة أن تمد رجولها على قد لحافها وألا تخجل من ذلك .

أكتب موضوعي هذا , وأنا أعيش حالة جفاف وقحط , وأفكر أن أتحول إلى شجر صبار مع وردتين مفتحتين ووريقات ندية لزوم البحبحة .

تحيآآآآآآتي