جزاك الله خيــــــــــــــــر
السلام عليكم
قال تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ *
وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ *وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ *وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ *
سورة الشورى
هذه الآيات قرأها إمام مسجدنا بعد نزول الغيث على البلاد فتأثرت بها كثيرا
****
وللفائدة انقل لكم ما يلي
لا شكَّ - أيُّها المسلمون - أنَّ إنزال الغيث مِن أَجَلِّ نِعَم الله - تعالى - على عبادِه، ولا ريب أنَّ منَّة الله عليهم بالماء عظيمةٌ وكبيرةٌ، فهو حياة أبدانهم، وطهارة أجسامهم، وهو حياة زُرُوعهم، وقوام مواشِيهم؛
فإنَّ الواجب علينا أن نشكرَ الله على ما منَّ به على بلادنا من هذا الغيث الذي أنزله على معظم مناطقها هذه الأيَّام، فالشُّكر يحفظ النِّعَم ويُقَيدها، وتكراره يزيدها وينمِّيها، وبدوامه دوامها، وضمان استمرارها؛ قال - سبحانه -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، وقال - تعالى -: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145]، وإنَّ شُكر اللهِ - سبحانه - يجب أن يكونَ بكلِّ أركان الشُّكر، بالقلب اعترافًا وإقرارًا، وباللِّسان تحدُّثًا وثناءً، وبالجوارح والأركان طاعةً وعملاً، إنَّه بنسبة النِّعم إلى موليها ومسديها، إنَّه بأداء ما افترضه الخالق الرَّازق من فرائض وواجباتٍ، وترك ما نَهَى عنه من معاصٍ ومحرَّماتٍ، واستعمال النِّعم في طاعته، وعدم الاستعانة بها على شيءٍ من مَعَاصيه؛ قال - تعالى -: {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]، وقال - تعالى -: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].
فاحمدوا الله - أيُّها المسلمون - على ما منَّ به عليكم مِن هذا الغيث المبارَك، واسألوه - سبحانه - أن يجعلَه رحمةً لكم، وقوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ، واشكروه يزدكم، ويبارك لكم.
حافظوا على الصَّلوات في أوقاتها مع الجماعة، واستقيموا على الصِّراط، وبادروا إلى الطاعة، أدُّوا الحقوق إلى أهلها، ولا تبخسوا النَّاس أشياءهم، ولا تعثَوا في الأرض مفسدين، وارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السَّماء، فرِّجوا كرب المكروبين، وأنْظِروا المعسرين، أطيبوا المطعم، واحذروا أكْل الحرام، وتوبوا إلى الله من جميع الذُّنوب والآثام، أصلحوا ذات بينكم، وَصِلوا أرحامكم، واحذروا كلَّ ما يقطع صلتكم بربِّكم، ويجلب سخطه عليكم، ثم أَبْشِروا بعد ذلك بالخيرات والبركات، وتنزل الرَّحمات، فإنَّ خزائن الله ملأى، لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء؛ {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]، وهو لم يخلقِ الخَلْق ليعذِّبهم؛ ولكن ليرحمهم.
واسألوا الله البركة فيما نزل، فإنَّه لا قيمة له ما لم يبارك الله فيه، والقحط الحقيقيُّ أن يمحقَ الله البركة ممَّا في أيدي النَّاس، ويسلبهم إيَّاها بسبب الذُّنوب والمعاصي؛ في صحيح مسلمٍ وغيره، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: ((ليست السّنة بألاَّ تمطروا، ولكنّ السنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا)).
http://www.alukah.net/Sharia/0/4015/
جزاك الله خيــــــــــــــــر
جزاك الله الف خير
الله يجعلها في موازين حسناتك
مواقع النشر (المفضلة)