بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[ame=http://www.youtube.com/watch?v=33dyiRKQawM&feature=related]YouTube - ‫علي القرني قصة ابن فتحون شجاعة وبطولة‬‎[/ame]



ذكر الطرطوشي رحمه الله ما مضمونه

أن ابن فتحون كان أشجع العرب والعجم في عصره

هاب العدو لقائهُ ... حتى الخيول تهابهُ

يشمُ ذوابل المرانِ حباً ... ويعرض عن غضيض الياسيمينِ

كان الرومي اذا اورد فرسه الماء ثم لم تشرب قال لها :

أرأيتِ ابن فتحون في الماء !

ليثُ حربٍ أشفقت أُسد الشرى منه .. حتى بايعته في شراها

لما غزى المستعين بلاد الروم برز علج ٌ في الميدان

غذي من اللؤم بلبان شره حاضرٌ في كل إبان

ناجسته لا يطهرها الطوفان مستعربٌ نبطي ويشتهي الفارسية

ديكٌ نفش ريشه ليسهل نتفه ينادي هل من مبارز

يلقي على المرفوع صخرة جهله .... فيصير تحت لسانه مجرورا

أخذ يكر بين الصفين وقد برز له احد المسلمين فقتله يقول

هل من مبارز واحد لإثنين واحدٌ لثلاثة تجاوز الحد وصّعر الخد

ربا طغيانه وعظم عدوانه وصل السيل الى الخاصرة لم يعد الا

السيف والخيل معاً ذا أوان السيف والاحنصة

ضج المسلمون ماله الا ابن فتحون

أسدٌ لديه دم الاسودِ من الطلى ... أحلى ومن ريق الغواني أملحُ

فدعاه المستعين وقال :

أما ترى ما يصنع هذا العلج بنا قال: هو بعيني فما تريد

قال: أريد ان يُكفى المسلمون شره

فعالجهم بذبح التيس حتى يفزعَ القردُ

ايه يا ابن فتحون انطلق ... ريحاً تمزجر عاتيه

تحكي الليوث ضراوةً ... والخيل تضحى عاديه

أترك فلول جنودهم ... أعجاز نخلٍ خاوية

قال ابن فتحون : الساعة يكون ذلك ان شاء الله

فقام فلبس قميصاً واسع الاكمام وركب فرساً بلا سلاح

وأخذ في يده سوطاً طويلاً في طرفه عقدة

وبرز ليصفي الحساب ويميز القشر من اللباب وحاله

أيها العلج كل حمارٍ يحلو له سمع نهيقه

صداعٌ من نهيقك يعرتينا .... وما فيه لمستمعٍ بيانُ

مكابرةٌ ومخرقةٌ وبهتٌ .... لقد ابرمتنا يا مبرمانُ


عرضت نفسك للبلى فستهفي

فحمل عليه بسوطه والنصراني في ذهول منه

فحمل النصراني بسلاحه يريد طعنة فتعلق

ابن فتحون مراوغاً برقبة فرسه فوقعت طعنة العلج في السرج

ثم استوى ابن فتحون على سرجه ِ يمضي مضارعه بصيغةِ أمره

ويضربه ضرب العبد بالسوط على عنقه فألتوى عليه فأقتلعه

من على فرسه واقبل به يجره إلى المسلمين كالنعجة على العدا

كفم البركان فجرها ... والهول يعصف والارواح تفتقدُ

والمسلمون في فرحٍ وتكبير بورك سوطك من محرير جردتها

فرجمت شيطان العدا بنجومها ... ودحرت مارد شرهِ


فركبهم المسلمون يقتلون ويأسرون وحالهم :

من رضي بلؤم التوقح فليصبر على الم الكي والقرح

إنما نحن اسود لا غنم ... وما نحن من يرضى بعيش البهائمِ

ولا يرضى على ظيمٍ يحل به ... الا الاذلان عير الحي والوتدُ