الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

هذا تفريغ لجواب الشيخ الفوزان حفظه الله :

السؤال :فضيلة الشيخ وفقكم الله :

كثر في هذه الفترة السب و الطعن في العلماء الكبار ، و الحكم عليهم بالكفر و الفسق لا سيما بعد أن صدرت بعض الفتاوى في التفجيرات ، و أنّ عند علماءنا ضعف في الولاء و البراء فأرجوا أن توجّهوا لنا نصيحة في الكلام في هذا الموضوع وما حكم الرد على الشباب القائل بهذا ؟.

الجواب : الواجب على الجاهل أن لا يتكلم ، وأن يسكت ، ويخاف الله عز وجل ، و لا يتكلم بغير علم ، قال الله تعالى : " إنما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن و الإثم و البغي من غير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون "
فلا يجوز للجاهل أن يتكلم في مسائل العلم و لا سيما في المسائل الكبار مثل التكفير ، و أيضا الغيبة و النميمة و الوقيعة في أعراض ولاة الأمور ، و الوقيعة في أعراض العلماء ، هذه أشدّ أنواع الغيبة ـ نسأل الله العافية ـ فهذا أمر لا يجوز .
ومسألة الأحداث ..هذه الأحداث وأمثالها هذه من شؤون أهل الحَلّ و العَقد ، هم الذين يتباحثون فيها و يتشاورون فيها ، ومن شأن العلماء ، ويبينون حكمها الشرعي . أمّا عامة الناس وأمّا العوام و أما الطلبة المبتدؤون فليس هذا من شؤونهم قال الله جل و علا : " و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و لو فضل الله عليكم و رحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا " فالواجب إمساك اللسان عن القول في هذه المسائل لا سيما التكفير ، لاسيما الولاء و البراء . الإنسان جاهل بتطبيقه قد يطبقه خطأ و يحكم على الإنسان بالضلال و الكفر و هو مخطئ ، يرجع حكمه عليه ، لأنّ الإنسان إذا قال لأخيه يا كافر أو يا فاسق و هو ليس كذلك ، رجع ذلك عليه و العياذ بالله .
العمل خطير جدا و على إللّي يخاف الله عز وجل أن يمسك لسانه إلا إن كان ممن وُكّل إليه الأمر ، وهو من أهل الشأن من ولاة الأمور أو من العلماء فهذا لابد يبحث في هذا الأمر .
أما من كان من عامة الناس أو من صغار الطلبة فليس له الحق في أن يصدر الأحكام ، يحكم على الناس و يقع في أعراض الناس و هو جاهل و يغتاب و ينّم و يتكلم في التكفير و التفسيق و غير ذلك ، هذا كله تراه يرجع إليه ما يضر المتكلم فيه ، وإنما يرجع إليه المسكين .
على المسلم أنّه يمسك لسانه و أن لا يتكلف ما لايعنيه . الدعاء للمسلمين هذا أمر واجب أنك تدعو للمسلمين بالنصر و تدعو على الكفار بالعقوبة هذا من حقك أما أنّك تحكم ، تتناول الأحكام الشرعية ، تُخطّئ و تُصوّب ، وتتكلم في أعراض ولاة الأمور ، في أعراض العلماء ، تحكم عليهم بالكفر أو بالضلال . هذا خطر عظيم عليك أنت ، أنت يا المتكلم . أما هم لا يضرهم كلامك فيهم . نعم

منقول