الموضوع: تجربتي في تخفيف زحمة الرياض

بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير

تجربتي في تخفيف زحمة الرياض

بقلم : صلوحكا



أكثر ما يؤرقنا نحن سكان مدينة الرياض هو الازدحام المروري بلا شك ، وكثرة أعمال الصيانة في الطرقات والتي أكاد أجزم .. بل أجزم أنه لم يسبق لأحد ساكني مدينة الرياض أن قضى مشواره دون أن يرى أعمال صيانة أو حفريات وتحويلات ..

لست بصدد الحديث عن مشكلة الازدحام كمشكلة أراها للأسف بعيدة الانفراج ولكني سأتحدث عن المشكلة من باب التعايش معها والتأقلم مع تبعاتها

قد لا يستوعب قارىء هذه الكلمات من خارج مدينة الرياض .. ما نعانيه نحن سكان المدينة من توتر شديد جدا عند قضاء حاجياتنا الأسرية والخاصة .. بل ما نعانيه أيضا اذا احتجنا لمراجعة الدوائر الحكومية .. فكل الطرق لا تؤدي إلى مبتغاك ولدى خريص العلم اليقين

أما بعد التوتر والتعب والوصول بالسلامة .. فأنت أمام تحدٍ جديد ومنافسة حامية الوطيس مع حظك الذي ربما يقودك لموقف مناسب وقريب للمكان الذي تريده

قبل أن أخوض في ما أريد الحديث عنه .. قبل ثلاثة أيام وتحديدا عند الساعة الرابعة عصرا خرجت لقضاء ثلاثة مشاوير كان الأول زيارة مريض ولم تتجاوز زيارتي ثلاث دقائق أما الثاني فكان تقديم واجب العزاء ولم تتجاوز المدة دقيقتين أما الثالث فكان لقضاء حاجة ما ولم تتجاوز الخمس دقائق .. ومع كل ذلك فقد دخلت بيتي عند الساعة التاسعة مساء .. وأترك لكم حساب الوقت بين الرابعة والتاسعة

حضرت دورة تدريبية قبل أشهر قليلة عن كيفية التعامل مع ضغوط العمل .. والتكنيك المناسب للتغلب على الضغوط ،، وكان مما ذكره المدرب جزاه الله خير الجزاء .. أن قال بأنه يتعامل مع زحمة الرياض بقليل جدا من التوتر حتى وهو يقضي بشكل كبير على ساعات يومه .. فهو مستمع جيد للأشرطة التي تنمي الذات من خلال بقاءه ساعات طوال في سيارته يوميا .. وكان مما قال بأنه يضع كتاب صغير في سيارته يقرأ منه بعض المقتطفات عند الإشارات التي لا يرى آخرها !!

أصدقكم القول تأملت كلام المدرب .. فوجدت بأني أقضي ساعات طويلة جدا من عمري في سيارتي !! وهناك الكثير الكثير من الوقت الذي استطيع أن استغله حتى وأنا اقضي حاجتي .. فقلت في نفسي لم لا ؟؟

شخصيا لم أحبذ فكرة وضع كتاب في سيارتي لأقوم بالقراءة عند الإشارات ولكنها فكرة قد تناسب البعض .. ولكني وجدت نفسي أتقبل بشكل كبير جدا فكرة أن أقوم بالاستماع للمحاضرات والدورات التدريبية والمسائل والقصص والعبر والتأملات والكثير الكثير من خلال وقتي في سيارتي !!

فاتجهت مباشرة للتسجيلات الإسلامية وسألته عن الأشرطة التي تكون ضمن سلسلة من عدة أجزاء وقد أطلعني على الشيء الكثير منها ..! فاقتنيت مجموعة بسيطة وقلت هذه المجموعة البسيطة للتجربة فحسب .. سأجرب نفسي



ووجدت بأني استمع لسلسلة رائعة جدا لفضيلة الدكتور سلمان العودة بعنوان فقه الخطأ مكونة من اثنا عشر جزء في ظرف أيام بسيطة ... وأين ؟؟ في السيارة .. بصراحة أذهلتني التجربة حتى أنني قد تحدثت مرة مع أحد الذين ركبوا معي في السيارة وشاهدوا السلسلة وأخبرته بالفكرة .. وبعد أيام قليلة أخبرته بأني استمعت للسلسلة كاملة ... فتعجب أيما تعجب !! أكنت أهدر كل ذلك الوقت في التوتر مع الرياض وازدحامه !!!

ثم استمعت لمجموعة كبيرة من القصص والمواقف للدكتور محمد العوضي وهي سلسلة جديرة بالاقتناء بعنوان قصص وخواطر .. ثم وجدت نفسي مع مجموعة من الدورات التدريبية التي لو تم الإعلان عنها لحضورها لدفعنا فيها آلاف الريالات لننهل منها في ظرف أسبوع !!

ثم انطلقت إلى سلسلة قصص القرآن الكريم مع فضيلة الشيخ نبيل العوضي وهي جديرة جدا بالاستماع .. ثم رحلة جميلة جدا جدا جدا مع السيرة النبوية .. تحكي ولادته صلى الله عليه وسلم وهجرته وعلاقاته بقومه ونزول الوحي وغزواته وشجاعته ومواقفه وصبره على أذى قومه .. لن استطيع أن أصف ما أتلذذ به وأنا استمع لسيرة خير خلق الله .. وغيرها من المواد المضيئة والنافعة وهي كثيرة ولله الحمد وفيها خير كثير

لا أعلم كيف كنت أقضي تلك الساعات وربما الأيام والشهور ومن يدري ربما السنين في السيارة دون أن أخرج بفائدة واحدة سوى كثرة التوتر وترديد من أصل متى أصل ..!! ومن يصدق بأني الآن أصل للمكان الذي أريده بل وأنتظر بضع دقائق لاستمتع بما أسمع

هذه تجربتي كتبتها لكم .. واسأل الله أن ينفع بها
وأتمنى أن تجربها فلن تخسر من وقتك شيء .. فأنت أصلا في سيارتك وربما تقضي فيها ساعات طوال .. ولدى خريص العلم اليقين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته