الموضوع: الحنين الى الاموات . . .

. . .

كنت اتقلب بفراشي ..النوم فارق اجفاني..والذكريات اهلكتني..نهضت الى نافذتي لـ اتامل السماء واعد النجوم كما كنت افعل مع جدتي... وانظر الى القمر..
اتعلمون ان اسم القمر يرتبط بذهني بالناس القذرين..
لانه يخدعنا..فهو ابيض وجميل .. لكنه عن قرب يحمل الكثير من الفجوات ولونه مختلف عن ما نراه..اننا مخدوعين بالقمر..
اكرره من يمدحني باسمه..اشعر وكأنه يشتمني ولكن بطريقه غير مباشره..
ذهبت بي الذكريات الى جدتي..وعطفها..وحنانها..
اتمنى لو تعود لو يوم لـ امتع ناظري برؤية وجهها البرئ
اعشق جدتي لانها ولدت امي..صاحبة النبض النقي
افتقدها كثيراً عشت طفولتي فقط معها
انتقلت الى دارها الاخرى وانا بعمر الزهور
اذا تذكرتها الدموع تأخذ مكانها بعيناي
والغصه تقف بحنجرتي كحد السيف
لو كان البكى يرجع الاموات لبكيت حد العمى
لكنني اعلم ان البكاء يعذب الاموات
فأبلع غصتي بألم لا يضاهى اي الم
وارمش كثيراً لتذهب الدموع قليلاً
اتذكر ذات مرة انها ضمتني الى صدرها بقوه فسقطت دموعي على ثوبها الخفيف شعرت بي فسألتي مابك....؟
بحنيه اقسم انها لو وزعتها على جميع الخلائق لكفت حاجتهم وفاضت ايضاً
مسحت على راسي تنتظر مني الجواب ونظرت الخوف التي بعيناها تجبرك على البكاء
_تعباااان..كان ردي .. ضمتني اقوى من ذي قبل وطبعت قبله على راسي...
هذا كل ما اتذكره....
لو عادت اقسم انني سأقول لها بأني اسعد من على الارض..
وجهها كان يشعرني بأن الدنيا لازالت بخير
جدتي احبك بحجم الكون...

10/1

ها هو يوم العيد حل لدى الجميع..
لكنه ليس عيد بالنسبة لي..دعيني اسميه كما احب..
"يوم وفاتي وانا لا زلت اتنفس"
كل عام في نفس هذا اليوم احسب كم سنة مضت لي بدونك..
وكم سنة ينبغى ان اصبر نفسي فيها..

اعلم انني كنت مشاغب وثرثار ومزعج احياناً
لكني تغيرت اصبحت اكثر رازنة ونضجاً
عودي لتري كيف ابن ابنتك اصبح رجلاً
لاول مره اشعر باني اريدك..اريدك بشده
اشعر بانني طفل يريد حلاوة اخذها منه شخصاً اكبر منه
نعم اريد لكن لااريد حلاوه..اريدك انتي اريد جدتي.......لكن الموت كان اقرب لك منا

اتعلمين جدتي بت اراك بكل مكان وزاويه..
لا اعلم هل هو الحب ام الحنين ام الفقد الذي جعلني اراهم انتي...
أقسم بمن خلقني انني تعبت من التصبر والتناسي..
انك حولي لكني لا اراك..
لا اراك..
لا اراك..
لا اراك جدتي..

لم تقع عيناي على شي الا وله ذكرى خاصه معك...
هنا كنا نحتسي القهوة سويا
وهنا كنتي تستلقين وانا اعكر صفو هدوئك واستلقي بجوارك لتحكي لي القصص..
وهنا كنت أخذ تحليل السكري من جسدك الرقيق..
واسمعك ترددين..(الله يسخر لك عبيده يا ولدي)

عشقت صحوة الصباح لاجلك
لكي تمدحينني امام ابي واتباهى بأني الافضل..
كرهت القهوه من بعدك..لانني
لم اشربها الا معك..ولن اشربها مع غيرك..
اكثر مايضحكني ودموعي تسيل بشده..هو انني اتحدث أمامك بأدب من خلفك أطلق كلمات لا تحبينها
كل ذلك لكي لا اخدش صورتي امامك
لن انسى ذاك اليوم الذي رأيتك فيه ..
لا .. انني لم ارأك انتي بل رأيت الاجهزه ووجهك الطاهر كان خلفها لا ارى منه شيئاً
كرهت المستشفيات بعدها..وكأنها هي التي اخذتك منا..
مجمل ذكرياتي انتي..
الم فقدك لا يضاهي اي الم..
وجرح الفراغ الذي تركتيه بقلبي لا يزال شاغراً....
جدتي برحيلك .... صغير أبنتك لفظ انفاسه الاخيره..
..كل ما احتاجه هي انتي..
سأكون بخير من اجلك جدتي...
"موعدنا جنات ربي بأذنه تعالي"

اخوكم فهد بن عبد الله الدغيم