بسم الله الرحمن الرحيم
هل نذكر ماضينا ونعتز به ونفتخر أمام الناس بماض مشرق! وغدٍ أفضل ؟
أم نقف على الأطلال نذكر عظماء خلدوا أسماؤهم في التاريخ؟
أنذكر معاركنا التي انتصرنا بها ونذكر أياماً كنا فيها الأفضل؟
أنذكر علماء تركوا للناس الكثير مماينتفع به؟

أذلك مايجعلنا نفتخر ونعتز فقط؟

أمور عظيمة حصلت لنا في تاريخ ماض جعلت أمتنا تذكر كثيراً ويخاف منها الناس إلى يومنا هذا بالرغم من ضعفنا، لكن أنظن أن تلك الأمور هي التي تجعلنا نعتز فقط، لا والله فعزتنا بإسلامنا وبتمسكنا به، فإننا لو طبقنا ديننا كما يجب وتمسكنا به واعتززنا بإنفسنا فحينها يحق لنا أن نفتخر وأن نرفع رأسنا عالياً، ونعمل على جعل المستقبل مشرق كالماضي، إن ذكرنا لماضينا لاعيب فيه، لكن تعلقنا به ونسيان أن هنالك مستقبل علينا العمل له هو العيب بعينه، نحن الآن في مرحلة تلقي، نتلقى كل شيء من أي شخص، ومن أي دين ومن أي عرق، إننا لنرتقي علينا أن نكون نحن المصدر والمحور الذي يدور حوله الجميع، إن علينا أن نفرغ إبداعنا ومواهبنا في نشرة ديننا وتطوير بلادنا والسعي لتطوير أنفسنا كما حثنا ديننا الحنيف.
ماصدمني بالواقع قريب لي عرفته فيما مضى وأعجبت به كثيراً، ذهب للعيش في بلادٍ أخرى أكثر تطوراً من بلادنا وهم على قدر عال من الأخلاق الظاهرية التي توجب أن نتحلى بها قبلهم وبها كل مايتمنى المرء في هذه الأوقات، عاد من هناك يبجلها ويعتز بعيشه فيها، كأنما لا وطن لنا ولادين نعتز به ونفتخر ولا أخوة لنا، إننا ذهبنا إلى بلادهم فأدهشتنا، بدلاً من السعي إلى تطوير بلادنا فتصبح أفضل منها، أمنا للعيش فيها ونحن غرباء هناك وأشعرنا أنفسنا أننا جزءً منهم ولسنا كذلك ولن نصبح، وبدلاً من أن نفتخر بأصلنا وبإسلامنا وقفنا هناك مدهوشين معجبين بتطور زائل! وأخلاق زائفة وشركات كبرى! وأشياء لم نرى منها هنا!، نسينا أننا في الدنيا كعابري السبيل لانجلس فيها إلا لوهلة وأن ما نجري وراؤه في هذه الحياة ماهو إلا زائل، ومانحن إلا لمبعوثون إلى حياة أخرى هي الحياة الحقيقية التي تستحق أن نتعب لأجلها وأن نسأل الله أن نكون من أهل الجنة ونعمل على ذلك..