الأب في آخر أيام حياته الدنيوية وحوله كفاح الابن الأكبر ونضال الابن الأصغر والأختين سارة وفاطمة اللتين تصغران الإخوة الذكور ,,,

وفجأة !

هاهو الإبن الأوسط جهاد يطل عليهم وهو الذي كان غاضبا على والده خلال ثلاث السنوات الأخيرة ودون مبرر..غاضب على والده الذي قبل رأسه مرة حتى يسامحه على الرغم من أنه لم يخطئ على ابنه , ولكنه يريد عودة ابنه له ...نعم قبل رأس ابنه حتى يرضى عنه , ولكنه هكذا متجبر مستكبر .

لماذا هو هكذا ؟

لا أحد يعلم , يتكلم كلاما بأنه مغلوب على أمره بين إخوته ولا غير , ونسي أباه الذي حزن عليه حزنا شديدا ودخل المستشفى عندما سافر إلى الخارج للدراسة نتيجة لفقده ابنه , عاد الابن حاصلا على أعلى الشهادات رافعا رأسه ولكنه وجد نفسه أعلى من والده وإخوته وكل من هم حوله .

توفي الأب رحمه الله , والكل يترحم عليه الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني . على الرغم من علو طبقته اجتماعيا , كان كاسبا للناس بخلقه الكبير ورحمته للفقير , وهاهم أقل الناس الذين هم عاملون في مؤسساته يذرفون لأجله الدموع ويذكرونه بالخير , وهاهم كبار القوم يتوافدون للتعزية والحزن مخيم على الجميع نتيجة لفقدان شخص غالي, ابتسامته لا تفارق محياه , دخل قلوب الناس دون استئذان .


جهاد : رحم الله والدي ,


دون ذرف دمعة أو حتى إظهار حزن على والده , حتى وهو يوارى الثرى أمام عينيه .


اليوم الثاني للعزاء /

جهاد يجتمع بسارة وفاطمة ويخبرهم بضرورة توكيله وكالة شرعية تمكنه من التصرف في المال و دفع الديون والمستحقات التي على والده , وحتى يقوم بالتصرف بأموالهم لتوزيع الإرث .

جاء رد سارة وفاطمة اللتان لازالتا غارقتان بالدموع لا نريد مالا , فقط نريد أن نعيش مع والدنا ولو لوقت قصير حتى نقوم بواجب بره الذي لم نعطه إياه .

ويبد أ ظهور سوء الخلق المعتاد من جهاد الذي لم يتذكر أنه في وقت عزاء لفقيد , وليس لشيء آخر ,

الإخوة كفاح ونضال : ماذا تفعل يا جهاد , وهل هذا وقت للدنيا في وقت لازلنا نتذكر حنان , ورحمة , وعطف أبينا , وجلوسه بيننا !


جهاد يقول كلاما أبكى كل من سمعه...لقد مات وانتهى كل شيء , فهل يجب علينا أن نبكي عليه طول العمر ؟

نضال يقبل رأس جهاد , ويقول : سيفعل أبناؤك ما فعلت بأبيك في حياته , وبعد مماته , ويرد بجملة أكملت السوء منه : سأربي أبنائي تربية حسنة ليست كتربية هذا الجاهل الذي ذهب !



محاور نقاشي :



-هل أصبحت الحياة مادية إلى هذا الحد الذي جعل جهاد ينسى أباه , وعقوقه له ؟

-هل هناك الكثير ممن هم من أمثال جهاد تعج بهم هذه الدنيا , ونتعامل معهم كل يوم , أم أن هذا النوع من الأشخاص يندر وجوده ؟

-نحن في زمن المادة , ولا أحد ينكر ذلك , ولكن , هل تتغلب المادة على الإنسانية في زمنا هذا؟

-قد يحصل هكذا موقف من شخص غير مسلم لا يعرف أبا أو أما بعد تجاوزه السن القانونية إلا ما ندر , ولكن هل يحصل هذا في مجتمع عربي ومسلم عنوانه دائما هو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة ؟


شاكر ومقدر مروركم الثمين .