بسمه تعالى :

قال تعالى في محكم كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) و قوله عز وجل : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) و قوله عز و جل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) و قوله عز وجل : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) صدق الله العظيم .




جميع هذه الآيات العظيمة تدل على معنى واحد و تشدد عليه ألا و هو الصبر ..... الصبر هو الكلمة التي إختفت من قاموس المسلم ....فيا أيها المسرع أين ستذهب أثابك الله ..أإلى جنة أنت قاصدها أو سبيل قصد للوصول لها ...أنت ذاهب لبيتك أو عملك أو عيالك و زوجتك أو أمك و جدك ....أنت ذاهب لهذه الأرض و ستعود منها و ستخرج منها تارة أخرى ....إلى أين السبيل يا أخي المسرع ....كفانا و ما نراه من إطلاق صواريخ هي أسرع من صوارخ باتريوت على الطريق ..فهي ليست مجاملة و رؤيتنا لسيارات صغيرة و كبيرة كسرت حاجز المائتي كيلومترآ في الساعة و لا هوادة و كأنه تحدي على الطريق و كأننا بحلبة سباق حرة نشاهدها يوميآ بدون رسوم و حجز مسبق...سرعة ما بعدها سرعة و إنتحار بعده عذاب و العياذ بالله .........سألت نفسي ذات يوم و أنا أرى جيرانآ لنا بدول الخليج و هم يكسرون حاجز ال 200km بدون توقف و عوائلهم داخل المركبة و كأنها ملاهي حية و الأدهى رؤية شعبنا من كبار السن و صغارهم و هم يتصارعون للغلبة و التحدي بسياراتهم الصغيرة و التي تطير بفعل الرياح أو العج لا سمح الله و إفتخارهم بغلبة بعضهم على الآخر و هلم جرى .....لن ألوم الشوارع فقط و لا النظام بل ألوم هؤلاء و تلك العقول المتحجرة و التي كسرت حاجز الصبر و تفعيل السرعة على أنها واجهة العصر أي عصر السرعة !!!




هنالك أناس يعيشون أبسط مقومات الحياة و يصبرون و يصابرون على تحمل هذه الإبتلائات فإن لم تكن لك وظيفة فأحمد الله أنك حي ترزق و لك بصمة الإسلام و الفضيلة على كثير من الخلق و لم تك شيئآ ...إن كنت غير متزوج فإصبر و صابر نفسك فلربما بصبرك تعلو همتك و تزيد حسناتك و إن كان النصيب بعيدا ... فالكثير يتمنى الحصول و لو زوجة مؤمنة تستر عليه و تقيه من شرور هذه الحياة ....إن كان لك والدين فالكثير تيتم و لم يرى والديه و هم إرث هذه الحياة .....و هنالك نعمة الإسلام و التي لا يشكر الكثير منا رب الأرباب عليها ...فهي القيم الثابتة و العطاء المنبثق و الصراط القويم التي يقوم عليها المسلمين بهذ البلد الطيبة ..... إصبروا وصابروا و ليكن الهدف هو ترقية النفس و علو همتها و جزعها عن التأفف و الشكوى لغير خالقها و أن يكون الصبر هو الأساس الذي يصل إليه شبابنا لعلو الهامات و المقامات إن لم يكن بالدنيا فبالآخرة ...و شكرآ لكم.