بسم الله الرحمن الرحيم
كنا أطفالاً ونسأل عن كل شيء، كيف ولماذا ومتى..؟
نكبر ونظن أننا أدركنا ماهي الحياة! نظن أننا نضجنا وأننا لم نعد كالأطفال جاهلين بماهيتها!، لكننا في الحقيقة وللأسف نظن أننا نعلم، نعيش مخدوعين بفرضية كاذبة لاعلاقة لها بالواقع، فإن أدركنا سعدنا وإن بقينا بجهلنا بئسنا، إن الحياة مرحلة مؤقتة، لن نعيش أبدا وليست هي هدفنا، الخطأ الذي وقع فيه الكثير أنهم ظنوا أنها مرادنا وأننا نعيش أبدا، هذا مافي عقلهم الباطن وإن ل يظهروه، يجمعون المال ويقضون الأوقات لاهين ساعين راكضين وراء وهم، وهـــــــم كبير، نسوا أننا هنا في مرحلة مؤقتة صغيرة صغيرة جداً ولأبعد الحدود، نحن هنا نعد لاختبار بل نحن باختبار، إنه اختبار صعب والملهيات كثر والتعلق بالدنيا كبير، لكنها ليست الأساس، الطبيعة البشرية تجعلنا نتعلق بها، بل نحن نتعلق بكل زائل، مال وسيارات وبيوت وآمال كلها زائلة!، فهل سندرك حقيقة الحياة حقيقة الدنيا الفانية؟!
كل ذلك ونحن لم ندرك! لكن الأصعب على الإنسان، بل يكاد ن يكون مستحيلاً أن يصل عقله القاصر لإدراكه هو الموت، جميعنا نحسب أننا نعلم ماهو الموت، لكننا في الواقع جاهلون عنه وعن حقيقته، في كل مرة يقترب منا أكثر فنبدأ باستيعابه، نصدم مرة فنظن أننا علمنا ماهيته، يموت صديق فنحزن ونحاول أن ندرك الأمر، فيموت قريب فزداد خوفاً من الموت ونبدأ بإداركه قليلاً، فيقترب أكثر فنعرفه أكثر، إلى أن يصل إلينا! فنموت، حينها وحينها فقط سنعلم ماهو الموت!!
لست في ذلك أدعوكم لترك الحياة وللتواكل على الله دون أي عمل ودون الأخذ بالأسباب، بل على العكس إنني أرجو أن أصل وإياكم لإدراك أن الحياة فانية، فنعمل لها ولاننسى أننا خلقنا لهدف وأن بإمكاننا أن نعمل كل أعمالنا لتحقيق هذا الهدف، ننام لنتقوى على طاعته عز وجل، نأكل لنعيش، نتصدق لنرزق، نرزق فنتزكى، نصلي ونصوم ونحج للتقرب من الله بفروض ديننا، كل مانعمله قد يؤدي إلى الغرض الذي خلقنا من أجله، إن وصلنا إلى تلك الحقيقة أدركنا وأدركنا حينها فقط معنى الحياة، إننا إن تركنا توافه الأمور التي نعيش بها ونعمل لها، وتوجهنا إلى أمور عظيمة ولغرض خلقنا من أجله، للتقرب من الله عز وجل بعبادته فإننا حينها سنسعد وأي سعادة هي..
أبو المهند