مقتل ابو جهل على يد عبدالله بن مسعود ومعوذ ومعاذ:
أخرج الإمامان البخاري ومسلم – واللفظ له – من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال : بينما أنا واقف في الصف يوم بدر . نظرت عن يميني وشمالي . فإذا أنا بين غلامين من الأنصار . حديثة أسنانُهُما . تمنيت لو كنت بين أضلعَ منهما . فغمزني أحدهما. فقال : ياعم ! هل تعرف أبا جهل ؟ قال : قُلت : نعم . وماحاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبرت أنه يَسُبُّ رسول الله r . والذي نفسي بيده لئن رأيته لايُفارق سوادي سواده ([24]) حتى يمُوت الأعجلُ منَّا. قال: فتعجبت لذلك . فغمزني الآخر فقال مثلها .قال :فلم أنشبْ أن نظرتُ إلى أبي جهل يزُول([25]) في الناس . فقُلتُ : ألا تريَان ؟ هذا صاحبُكُما الذي تسألان عنه . قال: فابتدراهُ , فضرباهُ بسيفيهما , حتى قتلاه . ثُم انصرفا إلى رسول الله r . فأخبراهُ . فقال "أيُّكُما قتلهُ ؟ "فقال كُلُّ واحد منهما : أنا قَتَلتُ . فقال : هلْ مسحتُما سيفَيْكُما ؟ " قالا : لا . فنظَرَ في السيفين فقال"كلاكُما قَتَلهُ" وقضى بسَلَبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح . (والرجلان : مُعاذ بن عُمرو بن الجمُوح ومُعاذُ بن عفراء) ([26]) .
وقال ابن إسحاق في هذا الخبر : وكان أول من لقي أبا جهل , كما حدثني ثورُ بن يزيد, عن عكرمة عن ابن عباس , وعبد الله بن أبي بكر أيضًا قد حدّثني ذلك , قالا : قال مُعاذ بن عمرو بن الجموح , أخو بني سلمة : سمعتُ القومَ وأبو جهل في مثل الحرَجة ([27]) وهم يقولون : أبو الحكم لايُخلص إليه . قال: فلما سمعتُها جعلتُه من شأني , فصَمَدْت نحوه , فلما أمْكنني حملتُ عليه فضربته ضربة أطَنَّتْ قدمَه بنصف ساقه , فو الله ماشبَّهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضَخَة النَّوى حين يُضرب بها . قال : وضربني ابنه عكْرمة على عاتقي فَطَرح يدي, فتعلقتْ بجلدة من جنْبي , وأجْهضني القتالُ عنه , فلقد قاتلتُ عامّةَ يومي وإني لأسْحبُها خلفي, فلما آذتْني وضعتُ عليها قَدمي , ثم تَمَطَّيتُ بها عليها حتى طرحتُها .
قال ابن إسحاق : ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمانُ عثمان .
ثم مر بأبي جهل وهو عقيرُ مُعوِّذ بن عفراء , فضربه حتى أثْبَته , فتركه وبه رمق, وقاتل معوذ حتى قُتل ([28]) .
قال ابن إسحاق : فمر عبد الله بن مسعود بأبي جهل , حين أمرَ رسول الله r أن يُلْتمس في القتلى , وقد قال لهم رسول الله r - فيما بلغني – انظروا , إن خَفي عليكم في القتلى , إلى أثر جرح في رُكبته , فإني ازدحمتُ يومًا أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جُدعان , ونحن غلامان, وكنت أشفَّ منه بيَسير,فدفعته فوقع على رُكبتيه , فجُحش ([29]) في إحداهما جحْشا لم يزل أثره به.
قال عبد الله بن مسعود : فوجدته بآخر رَمق فعرفته , فوضعتُ رجلي على عُنقه – قال: وقد كان ضَبَث بي ([30]) مَرَّةً بمكة فآذاني ولَكزني ثم قلت له : هل أخزاك الله ياعدوّ الله ؟ قال وبماذا أخْزاني ! أأعمد ([31]) من رجل قتلتموه ؟ أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ قال : قلت لله ولرسوله ([32]) .
وأخرجه الإمام البخاري مختصرا من عدة طرق ([33]) وأخرج الإمام الطبراني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال أدركت أبا جهل يوم بدر صريعًا فقلت : أي عدو الله قد أخزاك الله قال: وَبمَ أخزاني ؟ هل أكثر منْ رجل قتلتموه ومعي سيف لي فجعلت أضربه ولايحتكُّ فيه شيء ومعه سيف له جيد فضربت يده فوقع السيف من يده فأخذته , ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه .
ثم أتيت النبي عليه السلام فأخبرته فقال : آلله الذي لا إله إلا هو , قلت : آلله الذي لا إله إلا هو قال: انطلق فاستثبت فانطلقت وأنا أسعى مثل الطائر ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك, فأخبرته فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام انطلق فانطلقت معه فأريته , فلما وقف عليه قال : هذا فرعون هذه الأمة .
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة وهو ثقة, ذكر ذلك الحافظ الهيثمي ([34]) .
هذى هي القصه.
تحياتيـ)~
@اكورد وبس@.
مواقع النشر (المفضلة)