في مقام البيان والتذكير وإرشاد العباد إلى ما تطيب به حياتهم وتستقيم به احوالهم

يأتي التنبيه والتحذير لمن تجافى عن طريق الهداية وسلك سبيل العصيان والمحادة
أن ما يراه
من تتابع النعم واتصال المنن
إنما هو نذير له بحلول العقوبة ونزول البأس ووقوع البلاء .


فقط أخرج الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


“ إذا رأيتَ اللهَ يعطِي العبدَ من الدّنيا على معاصيه ما يحِبّ فإنما هو استدراجٌ ”،

ثم قرأ قوله تعالى :
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ(44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)} [الأنعام].


وهو إخبارٌ منه سبحانه أنَّ أولئك العصاةَ لما ترَكوا العمل بما أمرَهم الله به على ألسنةِ رُسُله "إعراضاً عنه وتكذيبًا به"

بدَّل الله مكانَ بأسهم رَخاءً وسعة في العَيش وصحّة وسلامة في الأبدان استدراجًا لهم، حتى إذا فرِحوا بما فتح الله عَليهم من أبوابِ النعَم بطِروا وأشِروا وأُعجِبوا بما عِندهم،

وظنّوا أنَّ ذلك لا يفنى، وأنه دليل بيِّنٌ على كمال رِضا الله عنهم وجميلِ برِّه بهم؛

أتاهم سبحانه عِندها بالعذاب فجأة وهم غارّون لا يشعرون أنَّ ذلك كائنٌ حالٌّ بهم
،

وأنكى شيءٍ هو ما يَفجَأ المرءَ منَ البغتة؛

فكان التذكيرُ الذي ترَكوه إعراضًا وتكذيبًا وإصرارًا بمنزلةِ الآيةِ والعلامة على الاستدراجِ والإمهال،

كما قال سبحانه: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } [الأعراف: 183]،

فأصبحوا آيسين من كلّ خير، منقطعةً حجَجُهم، لا يحيرون جوابًا لشدَّة ما نزل بهم من سوءِ الحال.




قال الله تعالى : {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [الأعراف: 99].
قال الله تعالى : ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون )

صدق الله العظيم


اللهم جنِّبنا أسبابَ غضَبك، واسلُك بنا سبيلَ مرضاتك، ووفِّقنا للاعتبارِ بعِظاتك ؛ و اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك

اللهم آمين
ونعوذ بالله من انتكاسة القلب


لكل من أراد التوبة :

قال الله تعالى :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم



منقول
الموضوع للتذكير
وتم تلخيصه وتلوينه من قبلي >> لتسهيل القراءة


رابط مجلة الدعوة
http://www.aldaawah.com/?p=3710